تتمة شرح باب : وجوب الصفا والمروة و جعل من شعائر الله . حفظ
الشيخ : ولعله ليس على شرطه أنه كان على الصفا والمروة صنمان وكانوا في الجاهلية يطوفون بهما ، فلما جاء الإسلام تحرجوا أن يطوفوا بهما لأنهما كان فيهما الصنمان ، هناك السبب الثالث وهو أن الأصل في العبادات المنع ، فلما ذكر الله الطواف بالبيت وسكت عن الطواف بالصفا والمروة تحرجوا وقالوا إذا لم يُذكر الطواف بالصفا والمروة فالأصل في العبادات المنع والتحريم فيكون من طاف بهما عليه جناح ، فنفى الله ذلك وقال : (( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) فهذه ثلاثة أسباب ، ثم يُقال : إن قوله عز وجل : (( من شعائر الله )) يدل على أن قوله : (( فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) ليس على ظاهره لأن كونهما من شعائر الله يقتضي الندب للطواف بهما ، ولهذا قالت عائشة لابن أختها قالت : " بئس ما فعلت أو ما فهمت " ، لو أراد الله ما فهمه عروة لقال فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما يعني أن يدعهما ، على كل حال هي رضي الله عنها أقسمت في محل آخر أنه ما أتم الله حج إنسان ولا عمرته حتى يطوف بالصفا والمروة .