فوائد حديث جمع أبي بكر للقرآن . حفظ
الشيخ : رضي الله عنه وفيه دليل على جواز مراجعة الصغير للكبير، فإن زيدا رضي الله عنه دون أبي بكر وعمر ومع ذلك راجعهما.
وفيه دليل أيضا على أنه لا ينبغي للإنسان أن يُقدم على الشيء إلا إذا شرح الله له صدره ومن ثم شرعت صلاة الاستخارة في الأمر الذي لم ينشرح صدرك له أن تستخير الله السائل في الإقدام عليه أو الإحجام عنه.
وفيه أيضا: الحرص على عدم إحداث شيء في دين الله لقولهم كيف تفعلون شيئا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهذا يدل على شدّة تحرّي الصحابة رضي الله عنهم للسنّة والبعد عن الابتداع في دين الله عز وجل، فإن قيل ما الجواب عن هذا الإيراد؟ فالجواب أننا قلنا إن في القرءان إشارة إلى ذلك وأن يجمع مادام جمعه سببا لحفظه فإن القرءان يُشير إلى ذلك.
وهنا أمر يجب التفطن له وهو أن هناك فرقا بين الوسائل والمقاصد فإذا أمر الشارع بعبادة فهو أمر بهذه العبادة وبما لا تتم إلا به حتى وإن كانت الوسيلة التي لا تتم إلا بها لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم كانت مأمورا بها لا لذاتها ولكن لأنها وسيلة فلو قال قائل: أين تبويب الشريعة؟ هذا كتاب الطهارة وهذا كتاب الصلاة وهذا كتاب الزكاة وهذا كتاب الصيام وهذا كتاب الحج وهذا كتاب البيع وهذا كتاب الرهن إلى ءاخره، أين تبويبها؟ هل بوّبها الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الجواب : لا، ولا الصحابة أيضا، فكيف بُوّبت؟ نقول لأن هذا من باب تقريب السنّة إلى مبتغيها فيكون ذلك مأمورا به لا لذاته ولكن لأنه وسيلة، أي نعم، طيب.
وفيه أيضا أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكن لديهم من توفر المال ما هو في زمننا اليوم، شف كانوا يكتبون القرءان في العسب واللخاف، العُسب عسيب النخلة يقشرونه ثم يكتبون فيه، تعرفون العسيب في ءاخره عند أصله عريض وإلا لا؟ إذا قشِر وكتب فيه صح أن يكتب فيه، اللخاف هي حجارة بيضاء كما تسمى عندنا بالشلابة، نعم، يكتبون فيها، فالأمر كان في ذلك الوقت زهيدا، تجد الواحد مجمّع من هذه اللخاف ومن هذه العسب وفيها كلام الله عز وجل، لكن الأن والحمد لله حصلت هذه الأوراق التي سهلها الله عز وجل وحصل أيضا الأشرطة التي يسجل فيها فبقي الأمر ميسورا أكثر بكثير مما سبق. نعم.
القارئ : حدثنا موسى ..
الشيخ : طيب فيه أيضا: ءاخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، أبو خزيمة الأنصاري يقول لم أجدها مع غيره، أه؟ كيف؟ إيه يقول هو لم يجدها مع غير أبي خزيمه، لم يجدها مع غيره، فإن قال قائل: أليس القرءان متواترا؟ فالجواب: بلى، إذن كيف جاء من هذا الطريق الواحد؟ نقول: هو ثابت ومعلوم وكونه لم يجدها مع غيره لا يعني أنها مفقودة إذ أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قد لا يكون أتى على جميع الناس وإلا فالأية معلومة والنبي صلى الله عليه وسلّم قرأها على أصحابه، ومن الجائز أن تُنسى أن ينساها أحد من الناس فإذا ذُكِّروا بها ذكروا وها هي قوله تعالى: (( وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ )) كانت موجودة ومتواترة وعمر رضي الله عنه يقول والمسجد ممتلئ بالناس يقول: من زعم أن محمدا قد مات ضربت عنقه، نسوا الأية وإلا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نسوها، فمن الجائز أن يكون الناس نسوا ذلك الذين اتصل بهم زيد بن ثابت رضي الله عنه.
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... زيد على السماع والكتابة.
الشيخ : أي نعم.
السائل : والكتابة لم تتحقق إلا ... .
الشيخ : لا لا ظاهر الحديث إنه ما وجدها لا مكتوبة ولا غير مكتوبة، يعني حتى وجدت ءاخر سورة التوبة مع أبي خزيمة.
طيب أيضا فيه لو قال قائل: صارت عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند حفصة. لو قال قائل: إذًا الذين حفظوها أو حفظوا هذه الصحف هم أفراد من الناس؟ فالجواب أما كونها عند أبي بكر وعند عمر فلأنهما الخليفتان وأحفظ ما تكون الوثائق عند الخليفة بلا شك وأما عند حفصة رضي الله عنها فلأنها امرأة لا أحد يشك في وفور عقلها وأمانتها رضي الله عنها، ثم هي لا تستطيع أن تغيّر شيئا من كتاب الله عز وجل لا زيادة ولا نقصا ولا تقديما ولا تأخيرا لأن القرءان محفوظ عند الناس، لو حاولت أن تغيّر على الفرض البعيد لم تتمكّن من ذلك، وبهذا نعرف كذب الرافضة الذين ادعوا أن القرءان غُيّر وبُدّل لأنه بقي عند عمر ثم بقي عند حفصة واختلفت فيه الأيدي ولا ندري ما الذي حصل، فيقال لهم هذا الحفظ عند أبي بكر وعمر ما فيه إشكال لأنهما الخليفتان وأوثق ما يكون الشيء عند الخليفة بلا شك لأنه لا أحد يجترئ على ما كان عند الخليفة، وأما عند حفصة فكما قلنا إنها امرأة معروفة بوفور العقل والأمانة ومع هذا لا يمكن أن تتقدّم في تغيير شيء أو تبديله أو زيادته أو نقصه، في الشرح عندكم شيء من هذا؟ وش عندك يا؟ نعم.