قال ابن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت : قال فقدت آيةً من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... )) فألحقناها في سورتها في المصحف . حفظ
القارئ : قال ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال: ( فقدت ءاية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (( مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ )) فألحقناها في سورتها في المصحف ) .
الشيخ : هذا أيضا جمْع ءاخر غير الجمْع الأول، الجمع الأول جُمع القرءان فيه على ما نزل عليه من الأحرف السبعة، وكانت هذه الأحرف على حسب أمهات اللغات في ذلك الوقت، يعني أنه لم يشق على الناس في أن يُلزموا بقراءة لغة قريش، بل سُمِح لهم ورُخِّص لهم في أن يقرؤوه على سبعة أحرف، ثم لما صارت الخلافة في قريش صارت لغة قريش هي الغالبة كما هو معروف، بل قبل هذا السنّة النبوية كانت بلغة قريش فصارت لغة قريش هي الغالبة وصارت اللهجات الأخرى واللغات الأخرى تنصهر في هذه اللغة الأم، وسهُل على الناس أن يتكلموا جميعا بلغة قريش ولكن مع هذا بقيت بقايا يختلف فيها الناس، حتى صارت هذا البقايا في الجنود، خارج جزيرة العرب وصاروا يختلفون وتعرف أن الناس كلما بعدوا عن عصر النبوة زاد الخلاف والشقاق بينهم، فحينئذ رأى الصحابة رضي الله عنهم أن المصلحة بل الضرورة تقتضي أن يُجمع القرءان جمْعا ءاخر على حرف واحد فقط وهو لغة قريش، حتى لا يحصل هذا الخلاف بين الناس فيتنازعوا في القرءان ويختلفوا فيه كما اختلف اليهود والنصارى في كتبهم ففعل عثمان رضي الله عنه وهذه هي الجمْعة التي جمعته على حرف واحد.
طيب، جُمع على حرف واحد وأمر عثمان رضي الله عنه ما سوى هذا الحرف أن يُحرّق، حتى وإن كان من القرءان لكن لاحظوا أن المعاني الثابتة في اللغات الأخرى ثابتة في هذه اللغة، يعني أن توحيد القرءان على لغة واحدة لا يعني أن هناك نقصا أو زيادة في القرءان بل القرءان هو هو لكنهم يختلفون في الكلمة فتكون يُنطق بها على وجه في لغة وعلى وجه ءاخر في لغة أخرى، فرأى عمر أن يجمعهم على لغة قريش ففعلوا.
الطالب : عثمان.
الشيخ : أي! ما هو عمر عثمان، عثمان رضي الله عنه يجمعهم على لغة قريش ففعل وبقي الناس ولله الحمد على حرف واحد على لغة قريش أما قراءة السبع فإنها لا تخرج عن هذه اللغة، كلها في لغة قريش، وليست هي الحروف السبعة التي طَلب النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل كلما أقرأه على حرف أن يزيده حتى بلغ سبعة أحرف بل هي على حرف واحد ولهذا يقول رضي الله عنه عثمان يقول: ( إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرءان فاكتبوه بلسان قريش ) أي بلغتهم، وفيه دليل على أنه يجوز للانسان طرح المصالح إذا كان يُخشى أن تفضي إلى مفاسد أكبر، هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، لأن كونه على سبع لغات أوْسع للناس وأسهل لكن لما كان يُخشى منه مفاسد عظيمة أعظم منع منه عثمان رضي الله عنه وعثمان له سنّة متّبعة لأنه من الخلفاء الراشدين.
وفيه دليل على جواز تحريق المصاحف، لأن الصحابة أقرّوا عثمان ولم يُنكروا عليه، لكن ما لم يكن في ذلك إضاعة لماليتها فإن كان في ذلك إضاعة لماليتها فإنه لا يجوز من هذه الناحية، مثل أن يكون يمكن الانتفاع بها بالقراءة فإنه لا يجوز أن تُتلف ،أن تحرق لأن ذلك إتلاف لها أما إذا كان لا يمكن الانتفاع بها فلا بأس بإحراقها، فإن قلت: أيما أوْلى إحراقها أو دفنها؟ فالأوْلى الإحراق وإن جمع بين الإحراق والدفن فهو أوْلى أو بين الإحراق والدق يُحرقها ثم يدقها، لأن مجرّد الإحراق حسب المُشاهد لا يلزم منه زوال الحروف والكلمات، فإنك تُحرق الورقة ثم تنظر إلى الكتابة بائنة لم تزُل فلا تزُل إلا بالدق أو بالدفن، أي نعم. نعم.
السائل : ... جبريل دارس الرسول صلى الله عليه وسلّم جميع القراءات.
الشيخ : الله أعلم، هل دارسه جميع القراءات أو كان يُدارسه في لغة قريش لكن أخبره بجواز الأحرف السبعة.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : يعني كأنه يعني يوحي بهذا الحديث.