قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : " قوله: ( وكان يعتكف في كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قُبض فيه ) ظاهره أنه اعتكف عشرين يوما من رمضان وهو مناسب لفعل جبريل حين ضاعف عرض القرءان في تلك السنة، ويحتمل أن يكون السبب ما تقدّم في الاعتكاف أنه - صلى الله عليه وسلّم - كان يعتكف عشرا فسافر عاما فلم يعتكف فاعتكف من قابِل عشرين يوما، وهذا إنما يتأتى في سفر وقع في شهر رمضان وكان رمضان من سنة تسع دخل وهو - صلى الله عليه وسلّم - في غزوة تبوك، وهذا بخلاف القصة المتقدّمة في كتاب الصيام أنه شرع في الاعتكاف في أول العشر الأخير فلما رأى ما صنع أزواجه من ضرب الأخبية تركه ثم اعتكف عشرا في شوال، ويحتمل اتحاد القصة، ويحتمل أيضا تكون القصة التي في حديث الباب هي التي أوردها مسلم وأصله عند البخاري من حديث أبي سعيد قال: ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يجاور العشر التي في وسط الشهر، فإذا استقبل إحدى وعشرين رجع، فأقام في شهر جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها ثم قال: إني كنت أجاور هذه العشر الوسّط ثم بدا لي أن أجاور العشر الأواخر، فجاور العشر الأخير ) الحديث، فيكون المراد بالعشرين العشر الأوسط والعشر الأخير " انتهى.
الشيخ : هو عليه الصلاة والسلام سافر في رمضان متى؟
السائل : ... .
الشيخ : غزوة الفتح كانت في رمضان فإنه دخل مكة في التاسع عشر من رمضان أو في العشرين من رمضان وهو لم يعتكف قطعا ولكن سنة الفتح في السنة الثامنة فيكون على هذا قضاء النبي صلى الله عليه وسلّم لهذا متأخّرا، المهم الذي يظهر والله أعلم أنه اعتكف عشرين في العام الذي قُبض فيه قضاء، وحمله على حديث أبي سعيد أيضا بعيد لأن حديث أبي سعيد يظهر أنه متقدّم وأن الرسول لما علم بأن ليلة القدر في العشر الأواخر صار يعتكف العشر الأواخر. أي نعم.