فوائد حديث تنزيل سورة الفتح . حفظ
الشيخ : في هذا دليل على توبيخ الإنسان نفسه وغضبه عليها، لقوله: ثكلتك أمك، وفيه أيضا: دليل على ترك جواب الغير لمصلحة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لم يجب عمر مع أننا نعلم أن عمر من أحب الناس إليه، ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلّم أحسن الناس أخلاقا لكن قد تقتضي المصلحة أن لا يُجيبه إن لم يكن هناك عذر لا نعلمه.
وفيه أيضا قوله: فما نشبت أي: لبثت كما في حديث الوحي ( لم ينشَب ورقة أن توفي ) ، أي: لم يلبث.
وفيه أيضا: شدّة خوف عمر من الله عز وجل وكان عمر على شدّته من أخوف الناس من عذاب الله حتى إنه أحيانا يُمرض إذا قرأ بعض الأيات التي فيها التخويف، ويُعاد ويبقى أسبوعا مريضا من شدّة ما سمع رضي الله عنه، ولذلك هرب من عند النبي صلى الله عليه وسلّم وتقدّم خوفا من أن ينزل فيه قرءان رضي الله عنه، وهذا لشدّة ما وجد في نفسه، ولكن هذا الحديث في سورة (( إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُبينًا )) وقول المؤلف: فضل سورة الفتح يريد بذلك هذه السورة أو النصر؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : أه؟
الطالب : ... .
الشيخ : يريد هذه السورة (( إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُبينًا )) .
وفيه أيضا: أن نزول القرءان الذي فيه زيادة العلم خير من الدنيا وما فيها، لقوله عليه الصلاة والسلام: ( لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) فإذا أنعم الله سبحانه وتعالى على شخص بالعلم ولاسيما علم كتاب الله عز وجل فإنه خير من الدنيا وما فيها، ويدل لذلك ما نُشاهده الأن ما تقولون فيما صنع الخلفاء والأمراء في عهد أبي هريرة وما حصل لهم من سَعة الرزق وسَعة الملك، في ذلك الوقت هم أشدّ من أبي هريرة وإلا لا؟ لكن الأن أبو هريرة أشدّ منهم تأثيرا ونفعا للأمة أليس كذلك؟
السائل : ... .
الشيخ : كل الدنيا التي أخذها الخلفاء أو التي عاشوا فيها كلها راحت وفنِيت لكن العلم لا يفنى، وانظر أيضا إلى ما خلّفه أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم كيف بقي إلى يومنا هذا يُذكرون به ويُدعى لهم به وينتفع الناس بعلومهم، فالعلم من أكبر نعمة الله على العبد إذا وفقه الله عز وجل نيّة خالصة وحبا للخير ونشرا لشريعة الله. أي نعم.