حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : وما المحكم قال المفصل . حفظ
القارئ : حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلت له: وما المحكم قال المفصل ) .
الشيخ : أي نعم، المفصل أوله ق وقيل أوله الحجرات وءاخره ءاخر القرءان وهو محكم لأنه ليس فيه شيء منسوخ كله محكم، نعم، ولكن هناك إحكام عام يشمل القرءان كله كما في قوله تعالى: (( كِتابٌ أُحكِمَت ءاياتُهُ )) ولكن المحكم هذا غير المحكم الذي أراد ابن عباس رضي الله عنهما، طيب.
قوله: ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وانا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم ) في هذا إشكال لأنه من المعروف أن ابن عباس ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات في شعب عامر أو بني عامر فكيف يكون له حين موت الرسول صلى الله عليه وسلّم عشر سنين أجاب العلماء عن ذلك وقالوا إن عشر السنين هنا إنها ظرف لقراءته المحكم وليست لوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كأنه يقول توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد قرأت المحكم وأنا ابن عشر سنين فالمقيّد بعشر سنوات هو قراءة المحكم وإلا فإن له ثلاث عشرة سنة حين موت الرسول عليه الصلاة والسلام أو قريبا منها وقد صح في البخاري وغيره أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلّم في حجة الوداع قال ( وأنا على حمار أتان وقد ناهزت الاحتلام ) يعني قاربت البلوغ، طيب، البخاري لم يُفصح بتعليم الصبيان القرءان فهل هو أوْلى ومن هو الصبي الذي ينبغي أن يُعلّم وهل يُعلّم الصبي القرءان لفظا أو لفظا ومعنى؟ هذه ثلاثة أشياء، هل يُعلم أو لا؟ ومن هو الذي يُعلّم؟ وهل يُعلّم اللفظ دون المعنى أو اللفظ والمعنى؟ الصحيح أن هذا يختلف باختلاف الصبيان فمن الصبيان من يكون ذكيا يمكن أن نعلّمه وله خمس سنين أو ست سنين أو سبع سنين حسب الحال ومنهم من يكون بليدا أو مشغوفا باللهو واللعب لا يمكن أن يقرأ أو يتعلّم إلا بالضرب هذا أيضا نصبر عليه لأن الصبي غالبا يحب اللهو واللعب وبعض الصبيان يصعب عليك وعليه أن يدعه فلكل مقام مقال ثم إننا لا نعلّمه معنى القرءان وذهنه لا يتحمّل لأنك إذا حمّلت الشيء ما لا يحتمله، أه؟ صارت العاقبة وخيمة، لو حمّلت الخشبة ما لا تحتمله انكسرت أو الزجاجة أو ما أشبه ذلك فلا نعلّمه معاني القرءان وهو لا يُدرك إلا اللفظ لأن هذا يؤدّي إلى السأم والملل وربما يتحجّر ذهنه ويبقى غير فاهم ولهذا من حكمة الشرع أن الإنسان إذا ملّ ينبغي له أن يتوقف عن العمل لا يُجهد نفسه حتى في الصلاة والعبادات إذا مللت وكسِلت لا تُتعب نفسك فإن هذا ضرر، خلي نفسك راعها على حسب الحال خلّك كالراعي للغنم والشاة أحيانا يذهب بها إلى الصفراء وأحيانا إلى النفوذ وأحيانا إلى الشعاب حسب ما تقتضيه الحال أما إرهاق النفس فهذا لا ينبغي أبدا لاسيما إذا ملّت نفسك فإن إرهاق البدن مع ملل النفس مرض أما إرهاق البدن مع تشوّف النفس لهذا وقَبوله له ونشاطها عليه فهذا أهْون مع أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: ( إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ) ومنع عبد الله بن عمرو أن إيش؟ يصوم النهار ويقوم الليل مع أنه يحب ذلك ويرغبه لكن خاف أن يُرهق نفسه فالأحوال ثلاثة في الواقع أحيانا يكون لديك نشاط نفسي وبدني فهذا عليك أن تنتهز الفرصة لأن هذه الفرصة قد لا تتأتى، النشاط البدني والنفسي وأحيانا يكون نشاط بدني لا نفسي فما الأوْلى؟ الاستمرار وإلا الترك؟
الطالب : الترك.
الشيخ : الترك، الأوْلى الترك إلا في الواجبات، الواجبات لابد منها.
الثالث أن يكون هناك تعب بدني لكن نشاط نفسي فكذلك الأوْلى الترك لكن هذا أهون من الأول لأن النفس بإذن الله إذا كانت منطلقة وحريضة ومشتاقة تنسى تعب الجسم لكن هذا ربما ينحل جسمك وأنت إيش؟ وأنت لا تدري فالاعتدال في كل شيء هو الخير فننزّل تعليم الصبيان على هذه القاعدة أننا ننزل كل صبي بما تقتضيه حاله.