شرح أثر عمر رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ... ) وبيان حقيقة الإسلام وهو اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح حفظ
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقو الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنو اتقو الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد، فإنني مفتتح كلمتي هذه بما أثر وصح عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما نبتغ العز بغيره نُذَّل أو نَذِلّ " وأنتم تعلمون أن الإسلام الذي يعنيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه الكلمة الطيبة إنما هو الإسلام الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام هذا الإسلام الذي قال عنه ربنا عز وجل في القرآن (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) هذه حقيقة لا ريب ولا شك فيها عند أحد من المسلمين ولذلك فلا نقف عندها كثيرا وإنما أود أن ألفت النظر إلى ما كنا ولا نزال ندندن حوله دائما وأبدا وهذا واجبنا نحن الدعاة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أن هذا الإسلام الذي لا يقبل الله تبارك وتعالى سواه من أي إنسان الذي ينبغي أن نعرفه جيدا أنه ليس هذا هو الإسلام المعروف اليوم عند كثير من المسلمين فضلا عن غيرهم ذلك لأن هذا الإسلام المنزل على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام قد دخل فيه ما ليس منه عقيدة وفقها وسلوكا ولذلك فنحن دائما ندندن حول التمسك بهذا الإسلام الصافي المصفى الذي جاء به عليه الصلاة والسلام وشرحه للصحابة الكرام ثم نقله إلينا الخلف عن السلف بالأسانيد الصحيحة المعروفة عند أهل الحديث والسنة من أجل ذلك فنحن ننصح الشباب المسلم في كل زمان وفي كل مكان وبخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه مختلف الفتن من كل نوع، من كل أسباب الاختلاف التي تحقق الفرقة التي نهى عنها ربنا عز وجل في غير ما آية وبين ذلك نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة تعرفون منها الشيء الطيب إن شاء الله تبارك وتعالى ولكني أريد أن أذكِّر بحديث واحد ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها ) ( ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك ) وفي لفظ ( إلا زائغ ) ولذلك فالعصمة حينما تحيط بالمسلمين الفتن إنما هو المرجع إلى الله