حديث افتراق الأمة ومعنى الجماعة فيه حفظ
الشيخ : إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح فأنتم تعلمون قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستختلف أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا: من هي يا رسول؟ ( قال هي الجماعة الجماعة ) أي جماعة محمد صلى الله عليه وسلم، الذين يتوجه إليهم أول ما يتوجه معنى قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المعروف ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) أول من يقصد بهذا الحديث هي أمة أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهي التي لن تجتمع على ضلالة أما من جاء بعدهم ففيهم من انحرف عن الخط المستقيم الذي خطه الرسول عليه السلام تصويرا وتطبيقا عمليا كما هو مستفاد من حيث التصوير من الحديث الذي يرويه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خط يوما على الأرض خطا مستقيما ثم خط حول هذا الخط المستقيم خطوطا قصيرة ثم قرأ عليه الصلاة والسلام على ذلك الخط المستقيم (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) وقال عليه الصلاة والسلام مشيرا إلى الخط المستقيم ( هذا صراط الله ) ومشيرا إلى الخطوط التي من حوله القصيرة قال عليه السلام ( وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) هذه الطرق كانت ولا تزال وفي ازدياد مستمر وخاصة في آخر الزمان، ولذلك فما هو المنجاة من هذه الطرق التي هي سبب كل فتنة تحيط بالمسلمين في كل زمان وفي كل مكان هو اللجء وهو الرجوع إلى ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيضاء نقية لايزيغ عنها إلا هالك لكن هاهنا من هم الذين بل من هو الذي يعرف هذه الطريقة البيضاء التي تركها الرسول عليه الصلاة والسلام لنا نقية وأوعد من حاد عنها بأنه زائغ هالك لا شك أن