شرح حديث الطائفة المنصورة ، وبيان صفاتهم كما وردت في أحاديث الغربة حفظ
الشيخ : الذي أو الذين يعرفون هذا المنهج النقي الأبيض إنما هي الطائفة المنصورة التي تحدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنها في حديث متواتر ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطرق قطعية الثبوت ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة ) ( لا يضرهم من خالفهم ) هل هم الكثرة الكاثرة من المسلمين أم هي الطائفة القليلة المنصورة؟ الحديث صريح في ذلك ولذلك فلا يكن هم أحدكم أن يكون مع الأكثرين لأن الله رب العالمين يذم الأكثرين في غالب آيات القرآن الكريم بمثل قوله (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) (( ولكن أكثر الناس لا يشكرون )) (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )) ولذلك فينبغي أن يكون هَمُّ أحدنا أن يكون من من عباده القليل من الطائفة المنصورة ما صفة هذه الطائفة المنصورة؟ هنا بيت القصيد في هذه الكلمة هي ما جاء ذكره في أحاديث الغربة، أحاديث الغربة التي جاء فيها ثلاثة روايات صحيحة، الرواية الأولى في صحيح مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ) هذا حديث مسلم، الحديث الثاني في مسند الإمام أحمد رحمه الله ذكر هذا الحديث وزاد زيادة طيبة وهي أن سائلا سأل فقال " من هم الغرباء يا رسول الله؟ " فقال عليه الصلاة والسلام ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) انظروا هنا يمدح القلة ولا يمدح الكثرة بل هو يذمها قال ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) فإذن مِن صفة هؤلاء الغرباء الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطوبى وهي شجرة في الجنة يمشي الراكب المسرع تحتها مئة عام لا يقطعها هؤلاء هم الغرباء الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه البشارة العظمى فقال ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) وهذه الصفة ينبغي أن تكون صفة عامة في الغرباء أما الصفة التالية وهي في الحديث الثالث، فهي صفة من خاصة الغرباء، هي صفة من خاصة الغرباء أي هي صفة في علماء الغرباء ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجاب مرة عن ذاك السؤال من هم الغرباء؟ فقال عليه الصلاة والسلام في المرة الأخرى ( هم الذين يُصْلِحُون ما أفسد الناس من سنة من بعدي ) فإذًا كلمة الغرباء تعني المتمسكين بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف أي هم الفرقة الناجية، ولكن ليس من الضروري أن يكون كل فرد ممن يكون حقا من الفرقة الناجية أن يكون عالما، هذا أمر ضروري جدا ثم ليس من الضروري أن يكون كل من كان من الفرقة الناجية وعالما أيضا أن يكون عالما بالكتاب والسنة فقد يكون عالما من العلماء الذين يتبعون