تفسير قوله تعالى:{ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } حفظ
الشيخ : مذهبا من مذاهب الأئمة المهتدين المتبعين ولكنه لا يستطيع أن يميز الصواب من الخطأ مما اختلف فيه الناس، لا يستطيع أن يميز السنة من البدعة حينما اختلطت السنن بالبدع وما أكثر هذا الاختلاط في هذا الزمان ولذلك فقوله صلى الله عليه وآله وسلم في جوابه الآخر عن الغرباء ( هم الذين يُصْلِحُون ما أفسد الناس من سنة من بعدي ) هذا بلا شك وصف في خاصة الغرباء وخاصة الفرقة الناجية، لذلك فمن عاش ومن أدرك منكم في هذا الزمن المضطرب بالمختلفة من الفتن فعليه أولا وقبل كل شيء أن يكون من الفرقة الناجية وهذا ليس من الضروري أن يكون عالما لأنه ليس من الفرض العيني على كل مسلم أن يكون عالما ولكن من الفرض العيني على كل مسلم أن يعرف ما يجب عليه فيما يتعلق بعقيدته فيما يتعلق بعبادته وفيما يتعلق بسلوكه العيني الواجب العيني عليه، فإذا لم يكن عالما كما هو شأن عامة الناس يأتي هنا قول الله عز وجل في القرآن الكريم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فهنا نحن نوجه الكلام إلى عامة المسلمين الذين قد يتساءلون اليوم عن الخلافات التي يسمعونها من هنا وهناك وفي مسائل كثيرة وكثيرة جدا فعليهم أن يطبقوا في أنفسهم هذه الآية الكريمة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) لا شك أن هذه الآية يجب قبل أن يطبقها عامة الناس هؤلاء أن يعرفوا بداهة من هم أهل الذكر فأهل الذكر هم أهل القرآن، وأهل القرآن ليسوا هم الذين يقرأون القرآن ويحسنون تقويمه وقراءته جيدا ثم لا يكادون يفقهون منه شيئا ولو قليلا هؤلاء ليسوا هم أهل القرآن، أهل القرآن الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث خاص ألا وهو قوله ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) هم الذين يفهمون القرآن ويفسرونه على ما كان عليه زمن نزوله على قلب النبي عليه الصلاة والسلام أي على ما كان عليه سلفنا الصالح هؤلاء هم أهل الذكر الذين يجب على عامة المسلمين أن يسألوهم ومن المؤسف جدا أن يكون هؤلاء هم القليلون الذين أشار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في جوابه الأول والثاني بخاصة، جوابه الأول قال ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) جواب الثاني ( هم الذين يُصْلِحُون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) فهؤلاء هم الذين يجب على عامة المسلمين أن يلجأوا إليهم حينما تشتد عليهم الفتن وتتكاثر وتتناوَأْ فيحارون ولا يدرون إلى أي قول يذهبون فاسألوا إذًا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وأنا أعتقد أن مشكلة الفتن هي تعود إلى الجهل بالإسلام والإسلام الصحيح فإذًا علينا جميعا كل بحسبه أن يسعى حثيثا إلى معرفة ما يجب عليه معرفته من الإسلام وبخاصة حينما تحيط بهم الفتن من كل زمان ومكان، فأعيد التوصية إلى عامة المسلمين إلى أن لا يعيشوا هملا وإنما عليهم أن يتفقهوا في دينهم كل بحسبه كما ذكرت آنفا وأختم هذه الكلمة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم المتفق على صحته ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) ويبدو أن هناك بعض الأسئلة فلا بد أن نغتنم الوقت ونجيب عما يتيسر منها إن شاء الله.