هل يوجد دليل أن تحية المسجد الحرام إنما هي الطواف ؟ (والكلام على الزيلعي وكتابه نصب الراية ومعنى قوله: غريب) حفظ
السائل : السؤال الأول: هل يوجد دليل على أن تحية المسجد الحرام إنما هي الطواف؟
الشيخ : لا يوجد في السنة الصحيحة أن المسجد الحرام يختلف عن سائر مساجد الدنيا في الأمر بالتحية في قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أو في الرواية الأخرى ( فليصل ركعتين ثم ليجلس ) لا يوجد أي حديث يستثني المسجد الحرام من هذا الحديث فإنه عام شامل كما ترون هذا أولا هناك حديث هو مشكلة توهم كثير من الناس أن المسجد الحرام يمتاز ويختلف عن سائر مساجد الدنيا في أن تحيته الطواف هو حديث يذكره بعض فقهاء الحنفية في كتبهم التي تجمع مع الأسف الشديد ما هب ودب من الحديث جاء في كتاب الهداية لأحد علماء الحنفية المشهور بالمرغيناني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تحية البيت الطواف ) وشاع مع الأسف هذا الحديث على ألسنة الناس وأصبح عقيدة متركزة في أذهانهم فيظنون أنه لا بد لكل من دخل المسجد الحرام أن يبتدأه بالطواف هذا لا أصل له، وإنما الطواف بالنسبة للآفاقي القادم بحج أو عمرة، الطواف إنما هو بالنسبة للآفاقي، يعني الغريب عن مكة ويدخلها إما معتمرا وإما حاجا فهو في هذه الحالة لا بد له من الطواف ثم صلاة ركعتين عند المقام، إذًا حديث ( تحية البيت الطواف ) لا أصل له ولذلك قال مخرج الكتاب أعني كتاب الهداية الذي أورد هذا الحديث منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال مخرجه الحافظ زين الدين الزيلعي وهو من كبار علماء الحديث أولا ومن نوادر علماء الحديث الحنفي ثانيا، لأنني آسف جدا أن علماء الأحناف قل من يوجد فيهم من برز في علم الحديث بينما المذاهب الأخرى فيهم الخير والبركة أما هذا الحافظ زين الدين الزيلعي فهو من نوادر علماء الحديث في علماء الحنفية فهو يقول حينما خرج هذا الحديث متأدبا مع مؤلف كتاب الهداية أدبا زائدا عن حدود الأدب المفروض بين العلماء حيث قال " حديث غريب " ، كان حقه أن يقول كما يقول الحافظ العراقي في بعض أحاديث إحياء علوم الدين: " لا أصل له " ، فإن تلطف عدّل العبارة وقال: " لم أجد له أصلا " ، هكذا أرى أنه كان من الواجب على الحافظ الزيلعي أن يفصح عن حقيقة هذا الحديث ( تحية البيت الطواف ) بأن يقول على الأقل بالتعبير الثاني العراقي لم أجد له أصلا لكنه قال " غريب " وهذا القول في نفسه غريب لم؟ لأن علماء الحديث لهم اصطلاح خاص في هذه الكلمة الخاصة إذا قال أحد علماء الحديث مثلا كالترمذي في سننه وكالأصفهاني أبي نعيم في حليته يقولان في كثير من الأحاديث " حديث غريب " ، هذه الكلمة تعني في المصطلح غريب أي تفرد به راو ثم لفظة الغريب في المصطلح تنقسم إلى قسمين: إلى صحيح وإلى ضعيف، أي فكلمة الغرابة تجامع الصحة تارة وتباينها تارة أخرى فإذا قيل عن حديث ما غريب فقط فلا ينبغي أن تفهمن منه صحة أو ضعفا وإنما الأمر يترجح أما الزيلعي فجاء باصطلاح خاص غريب أي لا أصل له، ولذلك فأنا أرى أن هذا الاصطلاح يباين الحكمة القائلة " كلموا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله " خلاصة القول أن المسجد الحرام تحيته ركعتان إلا لمن جاء معتمرا أو حاجا فلا بد من الطواف ثم ركعتين عند المقام، نعم.
الشيخ : لا يوجد في السنة الصحيحة أن المسجد الحرام يختلف عن سائر مساجد الدنيا في الأمر بالتحية في قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أو في الرواية الأخرى ( فليصل ركعتين ثم ليجلس ) لا يوجد أي حديث يستثني المسجد الحرام من هذا الحديث فإنه عام شامل كما ترون هذا أولا هناك حديث هو مشكلة توهم كثير من الناس أن المسجد الحرام يمتاز ويختلف عن سائر مساجد الدنيا في أن تحيته الطواف هو حديث يذكره بعض فقهاء الحنفية في كتبهم التي تجمع مع الأسف الشديد ما هب ودب من الحديث جاء في كتاب الهداية لأحد علماء الحنفية المشهور بالمرغيناني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تحية البيت الطواف ) وشاع مع الأسف هذا الحديث على ألسنة الناس وأصبح عقيدة متركزة في أذهانهم فيظنون أنه لا بد لكل من دخل المسجد الحرام أن يبتدأه بالطواف هذا لا أصل له، وإنما الطواف بالنسبة للآفاقي القادم بحج أو عمرة، الطواف إنما هو بالنسبة للآفاقي، يعني الغريب عن مكة ويدخلها إما معتمرا وإما حاجا فهو في هذه الحالة لا بد له من الطواف ثم صلاة ركعتين عند المقام، إذًا حديث ( تحية البيت الطواف ) لا أصل له ولذلك قال مخرج الكتاب أعني كتاب الهداية الذي أورد هذا الحديث منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال مخرجه الحافظ زين الدين الزيلعي وهو من كبار علماء الحديث أولا ومن نوادر علماء الحديث الحنفي ثانيا، لأنني آسف جدا أن علماء الأحناف قل من يوجد فيهم من برز في علم الحديث بينما المذاهب الأخرى فيهم الخير والبركة أما هذا الحافظ زين الدين الزيلعي فهو من نوادر علماء الحديث في علماء الحنفية فهو يقول حينما خرج هذا الحديث متأدبا مع مؤلف كتاب الهداية أدبا زائدا عن حدود الأدب المفروض بين العلماء حيث قال " حديث غريب " ، كان حقه أن يقول كما يقول الحافظ العراقي في بعض أحاديث إحياء علوم الدين: " لا أصل له " ، فإن تلطف عدّل العبارة وقال: " لم أجد له أصلا " ، هكذا أرى أنه كان من الواجب على الحافظ الزيلعي أن يفصح عن حقيقة هذا الحديث ( تحية البيت الطواف ) بأن يقول على الأقل بالتعبير الثاني العراقي لم أجد له أصلا لكنه قال " غريب " وهذا القول في نفسه غريب لم؟ لأن علماء الحديث لهم اصطلاح خاص في هذه الكلمة الخاصة إذا قال أحد علماء الحديث مثلا كالترمذي في سننه وكالأصفهاني أبي نعيم في حليته يقولان في كثير من الأحاديث " حديث غريب " ، هذه الكلمة تعني في المصطلح غريب أي تفرد به راو ثم لفظة الغريب في المصطلح تنقسم إلى قسمين: إلى صحيح وإلى ضعيف، أي فكلمة الغرابة تجامع الصحة تارة وتباينها تارة أخرى فإذا قيل عن حديث ما غريب فقط فلا ينبغي أن تفهمن منه صحة أو ضعفا وإنما الأمر يترجح أما الزيلعي فجاء باصطلاح خاص غريب أي لا أصل له، ولذلك فأنا أرى أن هذا الاصطلاح يباين الحكمة القائلة " كلموا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله " خلاصة القول أن المسجد الحرام تحيته ركعتان إلا لمن جاء معتمرا أو حاجا فلا بد من الطواف ثم ركعتين عند المقام، نعم.