حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ) حفظ
القارئ : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفَلة قال قال علي رضي الله عنه ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: ( يأتي في ءاخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ) .
الشيخ : الله أكبر.
القارئ : حدثنا ..
الشيخ : نسأل الله أن يعيذنا من شر الحداثة، ( يأتي ) أي ( في ءاخر الزمان ) قوم ( حدثاء الأسنان ) يعني صغار ولا عقول لهم أيضا فهم صغار في السن سفهاء في العقل ولهذا قال سفهاء الأحلام أي العقول، ما عندهم عقول لكن مع ذلك فصحاء الأقوال ( يقولون من خير قول البرية ) المعنى يقولون من قول الرسول عليه الصلاة والسلام هذا وجه، وجه ءاخر يقولون أقوالا يظنّها السامع أنها قول خير الناس لفصاحتها وبلاغتها، ففي معنى الحديث إذًا وجهان، أحدهما يقولون من خير، أه؟ من خير قول البرية يعني من كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم لأن خير قول البرية ما هو؟ خير قول البرية ما هو؟
الطالب : قول ... .
الشيخ : قول الرسول عليه الصلاة والسلام أو ( من خير قول البرية ) يعني أن قولهم إذا سمعه الإنسان قال هؤلاء خيار الناس لأن قولهم يسحر، عندهم فصاحة وطلاقة لكن نسأل الله العافية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة، المرق معناه المرور بسرعة، السهم إذا ضرب الرميّة خزقها ثم خرج بسرعة هؤلاء كذلك بالنسبة للإسلام يعني كأنهم يدخلون فيه ويخرجون منه بسرعة نسأل الله العافية.
( لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ) أعوذ بالله، الإيمان بالأفواه فقط وليس بالقلوب لأنه لا يتجاوز الحناجر والحنجرة هذه أعلى يعني أعلى الحلقوم هذا، هذه الحنجرة فهم والعياذ بالله لا يصل الإيمان إلى قلوبهم وإن كانوا فصحاء وبلغاء وأقوالهم خير لكن بدون إيمان.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( أينما لقيتموهم فاقتلوهم ) أينما هذه ظرف مكان أكّد عمومها بما، أينما.
وقوله: ( فاقتلوهم ) حتى لو كانوا في الأشهر الحرم على القول بأن تحريم القتال فيها لم يُنسخ فإنه يجب قتلهم لماذا؟ لأن هؤلاء هم الذين يضرّون الناس لأن أقوالهم من خير قول البرية، إذا سمعهم السامع اغتر فيه ولكنهم والعياذ بالله لا يصل الإيمان إلى قلوبهم فإذا لقيناهم ( أينما لقيتموهم فاقتلوهم ) ولكن في هذا الحديث إشكال عظيم وهو أننا نحن مأمورون بأن نأخذ بالظاهر وليس لنا أن نبحث عن الباطن فكيف نعرف حال هؤلاء وهم يُظهرون خير قول البرية؟ كيف نعلم هذا؟ أه؟ لابد أن ندرس أحوالهم دراسة عميقة وننظر فهؤلاء لهم سيما من أهمّها أنهم يكفرون المؤمنين لأن لهم طريقة معيّنة خاصة من لم يسلكه عندهم فهو كافر فتجدهم والعياذ بالله لا يرون أحدا على خلاف ملّتهم إلا قالوا إنه كافر وهم يُظهرون الإسلام ويقولون خير قول البرية لكن الإيمان لم يصل إلى قلوبهم وإذا قتلهم الإنسان يأثم؟ أه؟
الطالب : ... .
الشيخ : يؤجر، طيب، يؤجر يوم القيامة وهل قتلهم إلى الإمام أو إلى الإمام وأفراد الناس؟ بمعنى أنني إذا علمت من شخص أن هذه حاله هل أقتله؟ الجواب لا شك أن إقامة الحدود وقتل المرتدين إنما هو إلى الإمام ولا يجوز لأحد أن يفتات عن الإمام أبدا لأنه لو فُتح الباب وصار كل شخص يقتل من يراه مباح الدم لحصلت الفوْضى الكثيرة ولاعتدى كل إنسان على شخص وقال إنه، أه؟ مباح الدم، نعم، لو فرضنا أن الإمام لا يُطبّق الحدود ولا يعمل بمقتضى الشرع في هذا الباب وسنحت لك فرصة في قتل هذا المفسد الذي يقول من خير قول البرية ولكنه يمرق من السهم كما يمرق السهم من الرمية فحينئذ لك أن تقتله لعموم الأدلة الدالة على إباحة دمه ولكن منعناه فيما إذا كان الإمام مستقيما مقيما للشريعة خوفا من، أه؟ من الفوضى وتركا للافتيات على الإمام فإذا كان الإمام غير مستقيم ولا مقيم لحدود الله وشريعة الله فحينئذ لنا أن نقتله ولكن على وجه لا يحصل به أذى أو ضرر لأنه ربما إذا قتلته على وجه يحصل فيه أذى أو ضرر تكون المضرّة الناتجة عن ذلك أضعاف أضعاف قتله والإنسان العاقل البصير يقدّر الأمور ويُوازن بينها وينظر إلى المصالح والمفاسد. أي نعم.