حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن عبد الله أنه سمع رجلاً يقرأ آيةً سمع النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فأخذت بيده فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( كلاكما محسن فاقرآ ) أكبر علمي قال ( فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكوا ) حفظ
القارئ : حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزّال بن سبرة عن عبد الله: ( أنه سمع رجلاً يقرأ ءايةً سمع النبي صلى الله عليه وسلّم قرأ خلافها فأخذت بيده فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: كلاكما محسن فاقرءا أكبر علمي قال: فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم ) .
الشيخ : الله أكبر، هذا الحديث فيه دليل على أنه ينبغي أن يقرأ القرءان ويشمل هذا قراءة للفظه وقراءة معناه ما ائتلفت القلوب فإذا اختلفنا وتطوّر الأمر وصار جدالا ومراء فإن الواجب التوقّف وأن نقوم عن هذا ونعرض عنه وكذلك أيضا في المسائل العلمية ينبغي أن نستعمل هذا مادام المقصود الحق وبهدوء وائتلاف القلب فليكن البحث فإذا ترقّى إلى جدال ونزاع وانتفاخ أوْداج واحمرار عيون ووقوف شعر نعم فحينئذ نتوقف لأنه ما بقي إلا الضرب حينئذ نتوقف لأن هذا يُحدث عداوة وهذا يوجد الأن في بعض الإخوة إذا اختلفوا في مسألة ربما تكون بسيطة يعني بالنسبة للمسائل الكبار يعني قليلة هيّنة بالنسبة للمسائل الكبار تجد الواحد منهم ينفعل انفعال عظيم حتى إني حدّثني بعض الناس أن رجلا قام يعظ الناس في المسجد تكلّم وقال إن الذي يحلق لحيته كافر مرتد، نعم سبحان الله أعوذ بالله، بعض العلماء يقول مكروه وبعض العلماء يقول حرام ولم يقل أحد من أهل العلم إنه كافر، لماذا يا أخي؟ قال لأنه رغب عن سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( من رغب عن سنّتي فليس مني ) نعم، ويش نقول؟ إذا لم يكن من الرسول من يكون منه، من الشياطين والكفار إذًا وبعدين احتدم النزاع بينهما وصار يكون حسب ما حُدّثت به، صار ضجة عظيمة في المسجد حتى إنه العامة وتعرف إن العامة لهم ناس مثلا هذا أبوه حالق وهذا أخوه حالق وما أدري ويش بعد، هموا بقتل يعني بضرب الرجل الواعظ همّوا به، قال عاد هو العامة ... ءاباؤنا كفار وإخواتنا كفار وذا، ما نبيك لا أنت ولا حديثك، نعم، هذا حصل الاحتدام يعني وبلغني هذا فهذه الأشياء يعني قصدي المجادلة إذا أولا يجب أن يكون المقصود منها طلب الحق لا الانتصار للنفس، إذا كان قصدك الانتصار للنفس فاعلم أنك مغبون لأن الذي ينتصر لنفسه دائما ربما يؤوّل الأحاديث بل أصح يُحرّفها يُحرّف النصوص علشان ينتصر لقوله فيجب أولا أن تريد وأسأل الله أن يُعينني وإياكم على ذلك أن تريد الحق أينما كان وإذا تبيّن لك أن قولك خطأ فاحمد الله على ذلك لأنك لو بقيت على هذا الخطأ ضللت أنت وأضللت غيرك لكن إذا يسّر الله لك من يرد الخطأ فهذا من نعمة الله حتى لو فُرض أن أحدا من الناس جادلك ولم يتبيّن أنك مخطئ فاحتمال أنك مخطئ وارد وإلا غير وارد؟ وارد، إذًا فاحمد الله أن الله قيّض من يُجادلك في هذا الأمر فلعل الصواب معه فعلى الأقل يخِفّ من يتبعك من الناس الذين يضلّون بسبب قولك فإذا قصد الإنسان الحق أينما كان و ... الحمد لله أنا عليّ أن أبلّغ ما أرى أنه الحق، من رأى كما رأيت وأخذ بما قلت فذاك ومن رأى خلاف ما رأيت فهو معذور ويجب عليه أن يتبع ما يرى أنه الحق، المهم أنه إذا وصل للجدال إلى المراء والنزاع الذي يؤدّي إلى اختلاف القلب أو اختلاف القلوب فالواجب إيش؟ قطع النزاع، الواجب قطع النزاع وثق بأنك إذا قطعت النزاع في هذه الحال فإن صاحبك وأنت أيضا سوف تهدأن وربما مع الهدوء يرى الإنسان الحق بعين البصيرة لكن مع الغضب والانفعال وحب الانتصار للنفس ربما ما ترى الحق فإذا قطِع النزاع وعادت النفوس إلى ما هي عليه ربما يتبيّن الحق وهذا هو الحكمة في قول الرسول: ( فإذا اختلفتم فقوموا عنه ) ، أي نعم.