حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال دخلت مع علقمة والأسود على عبد الله فقال عبد الله كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئاً فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) حفظ
القارئ : حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال : ( دخلت مع علقمة والأسود على عبد الله فقال عبد الله : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئاً فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .
الشيخ : في هذا إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الباءة إرشاده إلى الصوم قال : عليه الصوم وعلل ذلك بأن له وجاء يعني قطع لأن الصوم يقطع الشهوة من وجهين : وجه ديني ووجه طبيعي ، أما الوجه الديني فلأن الصائم في نهاره يشتغل عادة بذكر الله وقراءة القرآن والصلاة وغير ذلك وهذا يشغله عن النكاح أو طلبه وأما الثاني وهو البدني : فلأن قلة الطعام والشراب توجب ضعف مسالك الشيطان وهي العروق التي تتسع بالأكل والشرب ، ولأن الأكل والشرب غالباً يكون معه البطر والأشر بخلاف الجوع فإنه يكون فيه المسكنة في الغالب فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أو أرشد إلى لزوم الصوم لمن لا يستطيع الباءة وفي هذا دليل على تحريم الاستمناء لأنه لو كان جائزاً لأرشد إليه صلى الله عليه وسلم في هذا المقام لكونه أيسر على المكلف والنبي صلى الله عليه وسلم : ( ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ) ، ولأن الإنسان يجد فيه من المتعة واللذة فيقضي شيئاً من وتره ولو كان جائزاً لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم .