قد يقول قائل : إني أخشى أن لا أعدل أن تقوم بينهن غيرة تتعبني ؟ حفظ
الشيخ : ولكن قد يقول قائل : إني أخشى أن لا أعدل أو أخشى أن تقوم بينهن غيرة تتعبني وتصدني عن كثير مما أريد فنقول : إن الله تعالى أرشد إلى هذه الحال بقوله : (( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة )) ثم العدل الواجب هو ما يمكن أن يقوم به الإنسان أما ما لا يمكن فقد قال الله تعالى : (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها معلقة )) كذلك إذا خاف الإنسان من قيام غيرة بينهن تشغله وتلهيه عما هو أهم فحينئذٍ يرجح الاقتصار على واحدة إذن فالأصل أن التعدد أفضل على القول الراجح إلا إذا خيف ما يفوت ما هو أهم فإنه يكون الاقتصار على واحدة أفضل ، وقال بعض أهل العلم الاقتصار على واحدة أفضل وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد ، قالوا لأن تعدد الزوجات في الغالب يحصل به غيرة وتعب وتفرق أولاد حتى إن الإنسان لينظر إلى أخيه من أبيه وكأنه أجنبي منه بل ربما يكرهه لقيام الغيرة بين أمه وبين الزوجة الأخرى . ولكن إذا تأملنا النصوص وقارنا بينها وجدنا أن الراجح أن الأفضل التعدد إلا لسبب وابن عباس يقول : " خير هذه الأمة أكثرها نساءً " هل هو يعني شخصا معينا وهو الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه أكثر الأمة نساءً فكأنه يقول : خير هذه الأمة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كثرت نساؤه فاقتد به أو يقول خير هذه الأمة من الناس غير الرسول أكثرها نساءً يعني ومن كان أكثر نساءً فهو أخير فصاحب الأربع خير من صاحب الثلاثة وصاحب الثلاث خير من صاحب الثنتين وصاحب الثنتين خير من صاحب الواحدة ومن عنده واحدة خير ممن لا شيء عنده . صح ؟ طيب احتمال فيه احتمالان لكن الظاهر أن الثاني أقرب حيث أمر سعيد بن جبير بالزواج وقال : " تزوج فإن خير هذه الأمة أكثرهم نساءً ".