فائدة : لا ينبغي للإنسان أن يقول إن الله على ما يشاء قدير . حفظ
الشيخ : ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يقول : إن الله على ما يشاء قدير أولاً لأن هذا تقييد لما أطلقه الله ، ثانياً أنه موهم بأن ما لا يشاؤه الله لا يقدر عليه ، ثالثاً أنه موح بمذهب القدرية الذيبن يقولون أن أفعال غير داخلة تحت مشيئة الله وحينئذٍ فلا تكون مقدورة له لأنه لا يقدر إلا على ما يشاء ، لكن يجوز أن يعلق الفعل المعين بالمشيئة كقوله تعالى : (( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) فهذا علق بالجمع خاصة يعني إذا شاء جمعهم لا يعجزه فهو قادر عليه خلافاً لقولكم إن الله تعالى لا يقدر على ذلك وكذلك قولهم في الرجل الذي كان من آخر أهل الجنة دخولاً الجنة يقول الله تعالى : ( إني على ما أشاء قادر ) إني على ما أشاء قادر لأنه معلق بفعل معين يعني فهذا الفعل شئت فلا يكون معجوزاً لي بل أنا قادر على كل ما أشاء ، والخلاصة أن القدرة إذا ذكرت كوصف مطلق فإنها لا تقيد بالمشيئة وإذا علقت بشيء فلا حرج أن تعلق بالمشيئة وتنصب حينئذٍ على ذلك الشيء لا على القدرة يعني ليس المعنى إني قادر إن شئت وإن لم أشأ فلست بقادر ، ولكن هذا الشيء الذي وقع أنا قادر عليه لأنني إذا شيئاً لم يمنعني منه شيء .