هل للمرأة شؤم حتى يتقى ؟ حفظ
الشيخ : والسؤال الآن هل للمرأة شؤم حتى يتقى ؟ نقول نعم فإن بعض النساء يكون فيها شؤم بمعنى أنها تنكد على الإنسان حياته لا أنها تنزع بركة ماله أو بركة ولده أو بركة علمه لكنها قد تنكد عليه حياته وإنما ضرب الرسول مثلاً بالمرأة والدار والفرس لأن هذه ملازمة للإنسان تتعبه غير هذه الثلاثة يفارقه بأدنى سبب ويتخلص منه لكن هذه بيت وفرس وزوجة ملازمة للإنسان فأحياناً يكون فيها شؤم بمعنى أنها تتعب الإنسان وتنكد عليه حياته ، إن طلق فمشكل وإن أبقى فمشكل ، في البيت كذلك البيت يكون فيه تعب كلما لطست شقاً انفتح شق آخر وكلما جبرت خشبة انكسرت خشبة أخرى وكلما أصلحت باباً انكسر الباب الثاني يوجد بعض البيت هكذا مشكل هذا ، وكونه يروح يكسر هذا البيت علشان ما يجد منه إصلاحه وصيانته أيضاً مشكل ، الفرس : مثله بعض الفرس أو الدابة أعم بعضها يكون صعب على الإنسان يتعبه يا إما ربض يا إما خمع يا إما هملج يا إما تريث ويتعبك ، وهذا يعرفه الذين مارسوا الركوب بالدواب أما أنتم الظاهر ما مارستم الركوب بالدواب.
السائل : السيارة.
الشيخ : السيارة يمكن يكون فيها خراب بعض السيارات تتعب أيضا تتعب نقيسه على الدابة ،على كل حال هذا معنى الشؤم الإتعاب وأما أن تكون شؤماً بمعنى أن يموت ولده بسببها أو يفقد ماله أو صحته أو ما أشبه ذلك لا ما أراد بقوله هذا ثم إن البخاري رحمه الله أورد الحديث الأول الذي فيه الإطلاق ( الشؤم في المرأة والدار والفرس ) هذا عام وظاهره حصول الشؤم بكل حال ثم أعقبه بحديث يقيد هذا الإطلاق أو هذا العموم قال : ( إن كان الشؤم في شيء ) إن كان في شيء ففي هذا ، ولا يلزم أن يوجد الشؤم وبعض النساء يكون بركة على الزوج ، وبعض السيارات نخاطبكم بعرفكم بعض السيارات يكون خيراً وبركة على الإنسان يقضي به اللازم ويمضي عليه السفرات ما هي سفرة واحدة ما حصل فيه ولا وقف واحد أليس كذلك موجود ، كذلك بعض البيوت تجدها مثلاً تبقى السنوات الكثيرة ما خرب منها شيء هذا موجود بكثرة والحمد لله لكن إن وجد شؤم ففي هذه ، ثم إن قوله في المرأة والفرس ، هل المراد بالمرأة الزوجة أو جنس النساء ؟ أتى المؤلف بالحديث الثالث المبين أن المقصود جنس النساء في قوله : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) وفي كلمة أضر ما يفيد معنى كلمة شؤم وأن المراد به الضرر ، وهذا من حسن ترتيب البخاري رحمه الله ، أحياناً يأتي بمثل هذا الترتيب ما نشعر به وأحياناً نشعر به وهو يدل على فهم ثاقب له رحمه الله ، والخلاصة الآن أنه لا مطعن في هذه الأحاديث أبداً حيث أن بعض الناس طعن فيها وقال كيف هذا ؟ كيف الرسول قال : ( الشؤم في المرأة والدار والفرس ) ونحن نجد أحياناً المرأة تكون من أحسن ما يكون على الزوج وتجلب له الخير تعينه على البر والتقوى وعلى النفقة وتربية الأولاد وغير ذلك فنقول الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل إن هذا موجود حتماً وإنما قال : إن كان ثم إنه ليس الشؤم الذي يعرفه أهل الجاهلية التشاؤم بموهوم لأن الشؤم الذي عند الجاهلية كله مبني على الأوهام يقولك : إذا طار الطير وراح يمين هذا خير وإذا راح يسار هو شر وإن راح ورا انكس لا تقدم على السفر ، وإن راح قدام بعد ما أدري اش عندهم ، هذا لا يريد الرسول هذا أبداً ، لا يريد مثلاً أنك إذا خرجت من بيتك في الصباح ووافق إنسان تكرهه أو إنسان قبيح الوجه أو إنسان أعور العين قلت خلاص هذا اليوم يوم مشؤوم لأني أول ما لقيت واحد ما بحبه أو واحد قبيح أو ما أشبه ذلك أو واحد بدكانه فتح الدكان أو ما جاءه جاءه واحد يبيع ويشتري معه قام يماكس يعني يكاسره يحاططه في السفر حتى باع السلعة عليه بخسارة قال : خلاص افتتحنا اليوم بخسارة كل اليوم خسارة هذا ما أراد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا أبداً إنما أراد ما أشار إليه البخاري رحمه الله وهو ما يحصل من الضرر.