فوائد حديث : ( ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء ) حفظ
الشيخ : وفي قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) دليل على عظم فتنة النساء وأنه يجب علينا التحرز بقدر المستطاع من الوقوع في فتنتهن لأن المرأة تفتن الرجل حتى ربما يكفر بالله العظيم من أجلها وقد ذكر مرّ بي في أحد الكتب أظنه لابن الجوزي أن مؤذناً صعد المنارة ليؤذن فرأى امرأة جميلة على سطح فأعجبته وتعلقت نفسه بها فاتصل بها فقالت له إنها نصرانية ولا تقبل أن تتزوج به حتى يتنصر فحاولها فأبت إلا أن يتنصر ، فتنصر والعياذ بالله فلما تنصر قالت له إذا كان هذا دينك وعقيدتك بهذا الرخص عندك فأنا قد أكون أرخص من ذلك عندك وتطلقني بأدني سبب ولا رغبة لي فيك شوف كيف الآن خسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله ففتنة النساء عظيمة لأنها تدخل على الإنسان التقي والعالم والجاهل والفاسق وعلى كل أحد فيجب على الإنسان أن يحرص غاية الحرص من درء هذه الفتنة ، ليس في نفسه فقط بل حتى في مجتمعه بناءً على ذلك يجب علينا أن نبصر أولئك القوم الذين يدعون إلى سفور المرأة وتبرجها ومخالطتها للرجال وأن نبين لهم أن هذا هدم للأخلاق والأديان والمستقبل أيضاً لأن الشعوب إذا أصبحت بهيمية ليس لها إلا شهوة الفرج وملء البطن أصبحت لا قيمة لها وأصبحت ذليلة ، ذليلة أمام الدنيا وأمام جبابرة الخلق ولهذا ما استولى أعداء المسلمين على المسلمين إلا بهذه الوسائل ، زجوا لهم بالنساء كما نسمع في نكبات وقعت بالمسلمين أنهم أي الأعداء قالوا اغزوهم بالنساء يسروا لهم أمور النساء أطلقوا النساء الجميلات ووفروا لهن كل ما يفتن الرجال وسهلوا الوصول إليهن ، وحينئذٍ تملكون عقول الرجال وتملكون ديارهم وأموالهم وهذا هو الذي حصل ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( ما تركت بعدي فتنة أضر ) لو قال قائل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إنه ما حصلت فتنة منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة أشد من فتنة المسيح الدجال فكيف نجمع بينهما نقول : لكل واحد منهما مصب فهذا فيما يتعلق بالأخلاق والعفة وذاك فيما يتعلق بالأديان فإن أعظم فتنة على الدين هي فتنة المسيح الدجال التي مرّ عليكم شيئاً منها وأن من فتنته أنه يدعو القوم إلى عبادته فيأبون فينصرف عنهم ثم يصبحون ممحلين ما عندهم زرع ولا ضرع ، ويأتي للقوم فيدعوهم فيستجيبون دعوته فيقول للسماء أمطري فتمطر ويقول للأرض أنبتي فتنبت فتصبح مواشيهم أسمن ما يكون وأكثر ما يكون لبناً وضرع هذه فتنة ولا لا ؟ والله فتنة من أعظم الفتن ، فتنة لا يسلم منها إلا من سلمه الله عز وجل .