تتمة شرح الحديث : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت كان في بريرة ثلاث سنن عتقت فخيرت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الولاء لمن أعتق ) ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرمة على النار فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت فقال ( ألم أر البرمة ) فقيل لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة قال ( هو عليها صدقة ولنا هدية ) حفظ
الشيخ : السنة الثالثة أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل بيته وكان من هديه أنه لا يتكلف معدوماً ولا يرد موجوداً إذا قدم إليه الأكل أكل ما هو مثلنا الآن ورا ما ما حطيته كذا ورا ما حطيته كذا الذي يجد يأكل صلى الله عليه وسلم ولهذا تجده راضياً مرضياً على أهله ، طيب دخل يوم فقربوا له خبزاً وأدماً من أدم البيت وأدم البيت بسيط أكثر ما يكون الخل يعني تمر في ماء تمر في ماء يقعد يوم أو يومين يكتسب الماء من حلاوة التمر ويكون نظيفاً فيكون هذا الإدام فقال ألم أر البرمة على النار البرمة قدر من الفخار ما أدري تعرفونه أم لا ؟ قدر من الفخار مثل ... لكنه قدر يسمى برمة والبرمة على النار معناه أن فيها شيء يطبخ فقالوا لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة ولا نقدر نجيبه صدقة وأنت لا تأكل الصدقة أنظر الآن حجتهم واضحة ولا لا ؟ واضحة حجتهم واضحة لكنها حجة غير حجيجة كما سيأتي ، أنت لا تأكل الصدقة أي صدقة ما يأكلها الواجبة أم المستحبة ؟ الواجبة والمستحبة ، لكنه يأكل الهدية صلوات الله وسلامه عليه لأن الصدقة تنبئ على استعلاء المتصدق على المتصدَقِ عليه وهي أوساخ الناس لأنها تكفر بها خطاياهم فهي كالماء الذي غسلت به النجاسة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) فلهذا لا تحل لمحمد ولا لآل محمد لأنها أوساخ الناس ، طيب الهدية المهدي لا يشعر أنه فوق المهدى إليه بل قد يشعر أنه دونه لأن المقصود بها التودد وجلب المحبة فكأن المهدي يريد أن يتقرب إلى المهدى إليه ويتودد ويقدم له هدية واضح ؟ والهدية تكون بقدر المهدي أو المهدى إليه ؟ جميعاً صحيح ، هذا الصبي الصغير أهدي إليه تباشيراً وتكون هدية جيدة ولا لا ؟ جيدة ويفرح لكن لو أهديها لرجل له ثلاثين سنة تفضل هذه هدية يمكن يأخذها ويضربني بها ، فكذلك أيضاً الفقير يهدي إليك الشيء الزهيد ترى أنه كبير والغني ترى أن هذه الهدية إذا كانت قليلة تراها قليلة . المهم نعود إلى الحديث فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هو عليها صدقة ولنا منها هدية ) شوف الله أكبر الشرع كله خير هذا الطعام الآن اختلفت أحكامه باختلاف كسبه ، بريرة كسبته عن طريق الصدقة ملكته الآن هي الآن لها أن تبيعه وأن تهديه وأن تتصدق به وأن تنتفع به بجميع وجوه الإنتفاع المباح لأنه ملكها ، إذن إذا أهدته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وش صار ؟ هدية لأن وصفه بكونه صدقة ليس لذاته ولكن لكسبه ، فطريق اكتسابه من قبل بريرة صدقة وطريق اكتسابه من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم من بريرة هدية ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن ما حرم لكسبه لا يحرم على غير الكاسب فمن هذا فإذا لا يحرم .