الشيخ : وفي الحديث دليل على جواز استمتاع الإنسان بالمآكل الطيبة ولا لا ؟ لأن الرسول طلب أن يأكل من اللحم وقد سبق أنه قال للصحابة الذين قال بعضهم لا آكل اللحم قال : ( وأنا آكل اللحم ) ولهذا من امتنع عن الطيبات بدون سبب شرعي فهذا الورع مظلم فورعه ورع مظلم الذي يمتنع عن الطيبات بدون سبب شرعي ورعه ورع مظلم أو زهده زهد مظلم وهو مذموم وليس بمحمود فإن كان لسبب كما امتنع أمير المؤمنين عمر الخطاب في عام الرمادة عن الإدام الطيب فهذا إيش ؟ فهذا جائز وكذلك من امتنع عن الطيبات لجبر خواطر أناس آخرين مثلاً اشترك أناس في طعام قالوا : اليوم هذا نبي تعشى سوا كل واحد منكم يجيب عشاه ما أدري هذه موجودة عندكم ولا لا ؟ موجودة في غير السعودية ؟ اجتماع الجيران يقولون نجتمع عند فلان وكل واحد يجيب بعشاه ، هذا واحد يقدر يجيب طعام من أحسن الأطعمة وعليه لحم من أحسن اللحم وفيه أنواع كثيرة مما يزيده طيباً لكن رأى أن أصحابه الذين يريدون أن يأتوا بعشائهم دون ذلك فقال : أنا بجيب دون هذا ، يكون مذموماً أم غير مذموم ؟ غير مذموم هذا قد يحمد على فعله لأنه ترك الأطيب تواضعاً لله عز وجل ، وابن عبد القوي ذكر بيتاً قال :
" ومن يرتدي دون اللباس تواضعاً *** سيكسا الثياب العبقريات في غدِ
ومن يرتدي دون الثياب تواضعاً سيكسا *** الثياب العبقريات في غدِ "
نعم ، لكن هذا ليس معناه في كل حال واحد يستطيع أن يلبس ثوب جديد يقول لا ألبس ثوب خلق أو ثوب مغسول يقول : لا أبي أن ألبس ثوباً متدنسٍ هذا ما يصلح لكن إذا كنت سوف تحشر أو تجمع مع أناس لا يصلون إلى ما تصل إليه من الجمال وشبهه فحينئذٍ نقول إنك محمود إذا أتيت بلباس يشبه لباسهم .