فوائد حديث طلب أم حبيبة من النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكح أختها مع الشرح . حفظ
الشيخ : وفي هذا دليل على أن الإنسان الجاهل ليس كالعالم فإن عرض المرأة الشيء المحرم على الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك أنه منكر وأم حبيبة الآن عرضت عليه شيئاً محرماً وهو نكاح أختها لكنها كانت جاهلة ، وفيه أيضاً دليل على جواز عدم الرد الفور للمصلحة واستعلام الحال لقوله : ( أو تحبين ذلك ) فإن هذا مما يدعوا إلى العجب أن تطلب امرأة من زوجها أن يتزوج عليها ضرة ومن أقاربها أيضاً وبينت رضي الله عنها أنها ليست بمخلية للرسول عليه الصلاة والسلام يعني لست بخالية في زوجات أخر كأنها تقول : الضرة لازمة لي على كل وما دام لازمة فأختي أحب من غيرها ولهذا قالت : وأحب من شاركني في خير أختي ولهذا عند العامة الآن يقولون الرجل إذا تزوج امرأة على امرأته الأولى غضبت جداً وربما تزعل عليه فإن تزوج ثانية فرحت وهان عليها الأمر نعم مشكل على كل حال ولو يمكن تزوج رابعة يكون أحسن طيب على كل حال أم حبيبة تقول أنا لست منفردة بك لي ضرات وأختي أحب من شاركني في الخير فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك لا يحل له وفي هذا دليل على كمال عبوديته لله تعالى صلى الله عليه وسلم وأنه كغيره مكلف بالعبادات وأن العبادات لا يمكن أن تسقط عن أحد خلافاً لما يقوله بعض الصوفية الذين يدعون أنهم أولياء لله يقولون نحن أولياء تسقط عنا التكاليف ، لا تجب علينا الصلاة ولا الزكاة ولا الصيام ولا الحج ولا يحرم علينا شيء من المحرمات حتى أنه يقال لي إن بعضهم في أفريقيا يتزوج خمسين زوجة ولا يبالي هل هذا صحيح ؟ والله أنا سمعت هذا من بعض إخواننا في مكة يقولون يتزوج خمسين زوجة لماذا قالوا : مرفوع عنا القلم ، لأنه وصل إلى الغاية يقولون والعياذ بالله هذه العبادات وسائل (( واعبد حتى يأتيك اليقين )) إذا وصلت إلى درجة اليقين خلاص سقط عنك التكليف افعل ما تريد لا تصلي ولا تزكي ولا تصوم ولا تحج وازني واشرب الخمر كل شيء والعياذ بالله ، فالرسول صلى الله عليه وسلم على العكس من هؤلاء والعياذ بالله يؤمر وينهى ويمتثل صلوات الله وسلامه عليه ، قلت فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة قال بنت أم سلمة قلت نعم قال : ( إنها لو أنها لو لم تكن رببتي في حجري ما حلت لي ) كيف كانت ربيبة في حجره ؟ نعم لأن الرسول تزوج من ؟ أم سلمة وبنتها التي من زوجها أبي سلمة معها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو لم تكن رببتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاع ) فصار في تحريمها سببان :
السبب الأول : أنها ربيبته والسبب الثاني : أنها بنت أخيه فهو عمها ( أرضعتني وأبا سلمة ثويبة ) ثويبة هذه جارية لأبي لهم كان من أمرها ما ذكره عروة رحمه الله قال كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم لما مات أوب لهب أريه بعض أهله بشر حيبة أي بشر حال والعياذ بالله فقال : ماذا لقيت ؟ فقال أبو لهم : لم ألق بعدكم في بعض الألفاظ خيراً غير أني سقيت بهذه بعتاقتي ثويبة بهذه يشير إلى إبهامه سقيا من إبهامه بعتاقة ثويبة لما حررها وكانت أرضعت النبي عليه الصلاة والسلام صار والله أعلم يمص إبهامه كما يمص الطفل الثدي وهذا من بركة النبي عليه الصلاة والسلام وإلا فإنه أي أبا لهب لا يستحق أن يسقى ويأتي إن شاء الله بقية كلام في الحديث لأنه فيه فوائد أكثر من هذا .