الشيخ : وفي حديث عائشة رضي الله عنها دليل على غيرة النبي صلى الله عليه وسلم على أهله وأن الغيرة من صفات الرسل عليهم الصلاة والسلام وهي من صفات المؤمنين ومن صفات الرجولة وبه نعرف أن أولئك القوم الذين يأتون بنسائهم إلى الأسواق فتدخل المرأة على الخياط أو تكلمه وتتكلم بما شاءت وزوجها في السيارة قد وضع خده على يده إما أن يستمع إلى أغنية وإما أن يفكر فيما يفكر فيه وإما أن يستمع إلى قرآن وإما أن يفكر في مسألة علمية لكن الأخير وما قبله بعيد يعني لا تجد رجلاً مؤمناً يمكن أن يجعل امرأته سواء كانت زوجة أو غير زوجة تذهب إلى الخياط وتتكلم معه ما شاءت وهو جالس في السيارة هذا ليس عنده غيرة ودينه أيضاً ضعيف ، والواجب عليه أن ينزل معها ويقف وتكون المكالمة بينه وبين الخياط وهو كالمترجم لأهله هذه هي تمام الغيرة ولهذا تغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى هذا الرجل عند عائشة كأنه كره ذلك وفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( انظرن من إخوانكن ) فيها نسختان ( انظرن ما اخوانكن ) أو من ، دليل على أنه يجب التثبت في هذا الأمر ، التثبت من أي ناحية ، التثبت في عين الرضيع ، وفي عدد الرضاع وفي زمن الرضاع انتبه ، التثبت في عينه عين الرضيع وفي عدد الرضاع وزمن الرضاع ، في عين الرضيع كيف يمكن الشك في عينه يمكن يكون طفلان أحدهما ارتضع من هذه المرأة ولكن لا تعلم أيهما ما تعلم من الذي ارتضع زيد ولا عمرو فيجب أن يتحقق ، زمن الرضاعة أن تكون في المجاعة كما قال : ( فإنما الرضاعة من المجاعة ) عدد الرضاع كم ؟ خمس فإذا شككنا أكان خمساً أم أقل فهو أقل .