حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين وأدخلت عليه وهي بنت تسع ومكثت عنده تسعاً حفظ
القارئ : قال البخاري رحمه الله : حدثنا محمد بن يوسف قال : حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين وأدخلت عليه وهي بنت تسع ومكثت عنده تسعاً ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، تقدم لنا أن الرجل يجوز أن يزوج ابنته الصغيرة إذا كانت بكراً ومعلوم أن الصغيرة لا إذن لها لأنها لم تبلغ ، وهذا قول جمهور أهل العلم واستدلوا بالحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله وبعضهم حكى الإجماع على أن للأب أن يزوج ابنته الصغيرة بدون رضاها لأنه ليس لها إذن معتبر وهو أعلم بمصالحها ولكن نقل الإجماع ليس بصحيح فإنه قد حكى ابن حزم عن ابن شبرمة أنه لا يصح أن يزوج ابنته الصغيرة حتى تبلغ وتعلم وهذا عندي هو الأرجح والاستدلال بقصة عائشة فيه نظر وجه النظر أن عائشة زوجت بأفضل الخلق وأن عائشة ليست كغيرها من النساء إذ أنها بالتأكيد أقول ألف بالمئة أنها سوف ترضى ليس عندها معارضة ولهذا لما خيرت رضي الله عنها ماذا قالت : حين قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا عليك أن تسـأثري أبويك ) فقالت إني أريد الله ورسوله ولم ترد الدنيا ولا زينتها ثم إن القول بذلك في وقتنا الحاضر يؤدي إلى مفسدة كما أسلفنا سابقاً بأن بعض الناس يبيع بناته بيعاً نعم فيقول للزوج تعطيني كذا وتعطي أمها كذا وتعطي أخاها كذا وتعطي عمها كذا إلى آخره وهي إذا كبرت فإذا هي قد زوجت ماذا تصنع المسكينة طيب والمسألة هذا القول الذي اختاره ابن شبرمة ولاسيما في وقتنا هذا هو القول الراجح عندي وأنه ينتظر حتى تبلغ ثم تستأذن عائشة رضي الله عنها تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين يعني قبل أن تبلغ سن التمييز وذلك قبل الهجرة بسنة ودخل عليها وهي بنت تسع سنين بعد الهجرة بسنتين وتوفي عنها ومكثت معه تسع سنين حيث توفي الرسول صلى الله علي وسلم في السنة الحادية عشرة من الهجرة فهذه تسع سنوات إذن توفي عنها ولها ثمانية عشرة سنة ومع ذلك أدركت هذا العلم العظيم الذي ورثته الأمة من بعدها .