إعادة قرءة الحديث مع الشرح . حفظ
القارئ : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال : قال أبو هريرة يأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخواناً ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك ) .
الشيخ : طيب هنا مناسبة ذكر قوله : ( ولا تجسسوا ) بعد الظن لأن الظن قد ينتج عنه التجسس والتحسس فإذا ظن الإنسان ذهب يتجسس أو يتحسس ليحقق الظن ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظننت فلا تحقق وإذا حسدت فلا تبغ ) أما قوله : ( ولا تباغضوا ) فهذا نهي عن التباغض والبغضاء ضد المودة والمحبة ولكن قد يقول قائل : إن المحبة والبغضاء أمر يكون في القلب قد نعسر التخلص منه ولهذا قال أهل العلم : إن محبة إحدى الزوجات أكثر من الأخرى لا يحاسب عليه الإنسان لقوله تعالى : (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )) فكيف نهى عن البغضاء ؟ فالجواب من وجهين الأول : أن نقول : إن قوله لا تباغضوا أي لا تفعلوا ما يكون سبباً للبغضاء مثل الخمر والميسر (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر )) وغيرهما أيضاً كالغيبة والنميمة والبيع على بيع أخيه والإجارة على إجارته وكل ما يكون سبباً للبغضاء ، الوجه الثاني أنه إذا حدثت البغضاء في قلبك على رجل فإنه يجب عليك أن تحاول إزالته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة - يعني لا يبغضها - إن كره منها خرقاً رضي منها خلقاً آخر ) وهذا من أحسن التوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم للموازنة بين الأمور يعني مثلاً إذا كرهت شخصاً لشيء من الأشياء فقد يكون هذا الشيء سبباً للكراهية وقد لا يكون لأنه ربما يكون هذا إنسان فعل شيئاً مجتهداً فيه وأنت ترى أنه مخطئ في اجتهاده فتكرهه من أجل ذلك ولا تدري أن الحق معه ، لكن إذا علمت أنه فعل أمراً مؤكداً أن يبغض عليه فانظر إلى الأشياء التي يحب عليها وقارن بين هذا وبين هذا ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) فأنت حاول أن تمسح البغضاء من قلبك بالنسبة لإخوانك المسلمين وإذا حاولت ذلك فهذا أقرب إلى إصلاح المسلمين لأن مناصحة من تبغضه ثقيلة جداً على النفس لأنك تبغضه قلبك ينفر منه فيصعب عليك أن تناصحه لكن إذا أبقيت المودة في قلبك سهل عليك مناصحته فيما قد يكون سبباً لبغضه وهذه من الآداب التي أدب الرسول عليه الصلاة والسلام أمته بها أن لا تتباغضوا وإذا كان هذا عاماً يشمل الأمور الدنيوية والأخروية فإنه يجب علينا أن لا نتباغض بالاختلاف في المسائل العلمية التي للاجتهاد فيها مجال يعني لا نتباغض لأن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو سفه في الرأي ونقص في الدين وسبب لتفكك الأمة ونحن نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في أشياء كثيرة فهل منهم أحد أبغض أحداً أبداً حتى أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لما تكلم مع ابن عباس في حل نكاح المتعة قال له عليه إنك امرؤ تائه فهل حمل ابن عباس هذا الكلام على أن يبغض علياً أبداً لا نظن هذا مع أنه شدد وأغلظ عليه القول فمثل هذه المسائل يجب علينا نحن طلبة العلم خاصة وعلى عموم الناس أن لا نجعل من الخلاف في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد أن لا نجعل منها سبباً للبغضاء والعداوة إذا جعلنا هذا فثقوا أن الإصلاح سوف يقل أو يعدم لأنه كما قلت آنفاً إذا كنت تبغض شخصاً فإن كلامك إياه يثقل عليك كيف مناصحته وإذا أبغضته سوف تتصور أن في قلبه عليك مثل الذي في قلبك عليه ويصعب عليك أن تتصور أن هذا الرجل سوف يقبل منك لكن إذا أزلنا هذا نهائياً أزلنا البغضاء وحاولنا بقدر المستطاع أن نبدلها بالمحبة فهذا الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا أكد ذلك بقوله : ( وكونوا إخوناً ) وفي لفظ ( كونوا عباد الله إخواناً ) لأننا كلنا عبيد لله وما دمنا مشتركين في وصف العبودبة فينبغي أن نكون كذلك في وصف الأخوة لأننا اشتركنا في العمل الذي يجمع بيننا بالنسبة إلى الله عز وجل وهي العبادة فلنجتمع أيضاً للعمل الذي يكون بيننا وأن نتعامل معاملة الأخ لأخيه وكونوا عباد الله إخواناً ، وقال : ( ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه - كما سبق - حتى ينكح أو يترك ) لماذا قال حتى ينكح لأنه إذا نكح انتهى زمن الخطبة وأيس من أن يقبل وهو بطبيعة الحال سوف يترك الخطبة على كل حال .
السائل : ... ؟
الشيخ : هذا من المرفوع وأظنه يلحق بالمرفوع صريحاً لأنه قيد قال يأثر أما لو قال يأثره فإنه من المرفوع حكماً مثل يبلغ به وينميه وما أشبه ذلك .
الشيخ : طيب هنا مناسبة ذكر قوله : ( ولا تجسسوا ) بعد الظن لأن الظن قد ينتج عنه التجسس والتحسس فإذا ظن الإنسان ذهب يتجسس أو يتحسس ليحقق الظن ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظننت فلا تحقق وإذا حسدت فلا تبغ ) أما قوله : ( ولا تباغضوا ) فهذا نهي عن التباغض والبغضاء ضد المودة والمحبة ولكن قد يقول قائل : إن المحبة والبغضاء أمر يكون في القلب قد نعسر التخلص منه ولهذا قال أهل العلم : إن محبة إحدى الزوجات أكثر من الأخرى لا يحاسب عليه الإنسان لقوله تعالى : (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )) فكيف نهى عن البغضاء ؟ فالجواب من وجهين الأول : أن نقول : إن قوله لا تباغضوا أي لا تفعلوا ما يكون سبباً للبغضاء مثل الخمر والميسر (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر )) وغيرهما أيضاً كالغيبة والنميمة والبيع على بيع أخيه والإجارة على إجارته وكل ما يكون سبباً للبغضاء ، الوجه الثاني أنه إذا حدثت البغضاء في قلبك على رجل فإنه يجب عليك أن تحاول إزالته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة - يعني لا يبغضها - إن كره منها خرقاً رضي منها خلقاً آخر ) وهذا من أحسن التوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم للموازنة بين الأمور يعني مثلاً إذا كرهت شخصاً لشيء من الأشياء فقد يكون هذا الشيء سبباً للكراهية وقد لا يكون لأنه ربما يكون هذا إنسان فعل شيئاً مجتهداً فيه وأنت ترى أنه مخطئ في اجتهاده فتكرهه من أجل ذلك ولا تدري أن الحق معه ، لكن إذا علمت أنه فعل أمراً مؤكداً أن يبغض عليه فانظر إلى الأشياء التي يحب عليها وقارن بين هذا وبين هذا ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) فأنت حاول أن تمسح البغضاء من قلبك بالنسبة لإخوانك المسلمين وإذا حاولت ذلك فهذا أقرب إلى إصلاح المسلمين لأن مناصحة من تبغضه ثقيلة جداً على النفس لأنك تبغضه قلبك ينفر منه فيصعب عليك أن تناصحه لكن إذا أبقيت المودة في قلبك سهل عليك مناصحته فيما قد يكون سبباً لبغضه وهذه من الآداب التي أدب الرسول عليه الصلاة والسلام أمته بها أن لا تتباغضوا وإذا كان هذا عاماً يشمل الأمور الدنيوية والأخروية فإنه يجب علينا أن لا نتباغض بالاختلاف في المسائل العلمية التي للاجتهاد فيها مجال يعني لا نتباغض لأن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو سفه في الرأي ونقص في الدين وسبب لتفكك الأمة ونحن نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في أشياء كثيرة فهل منهم أحد أبغض أحداً أبداً حتى أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لما تكلم مع ابن عباس في حل نكاح المتعة قال له عليه إنك امرؤ تائه فهل حمل ابن عباس هذا الكلام على أن يبغض علياً أبداً لا نظن هذا مع أنه شدد وأغلظ عليه القول فمثل هذه المسائل يجب علينا نحن طلبة العلم خاصة وعلى عموم الناس أن لا نجعل من الخلاف في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد أن لا نجعل منها سبباً للبغضاء والعداوة إذا جعلنا هذا فثقوا أن الإصلاح سوف يقل أو يعدم لأنه كما قلت آنفاً إذا كنت تبغض شخصاً فإن كلامك إياه يثقل عليك كيف مناصحته وإذا أبغضته سوف تتصور أن في قلبه عليك مثل الذي في قلبك عليه ويصعب عليك أن تتصور أن هذا الرجل سوف يقبل منك لكن إذا أزلنا هذا نهائياً أزلنا البغضاء وحاولنا بقدر المستطاع أن نبدلها بالمحبة فهذا الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا أكد ذلك بقوله : ( وكونوا إخوناً ) وفي لفظ ( كونوا عباد الله إخواناً ) لأننا كلنا عبيد لله وما دمنا مشتركين في وصف العبودبة فينبغي أن نكون كذلك في وصف الأخوة لأننا اشتركنا في العمل الذي يجمع بيننا بالنسبة إلى الله عز وجل وهي العبادة فلنجتمع أيضاً للعمل الذي يكون بيننا وأن نتعامل معاملة الأخ لأخيه وكونوا عباد الله إخواناً ، وقال : ( ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه - كما سبق - حتى ينكح أو يترك ) لماذا قال حتى ينكح لأنه إذا نكح انتهى زمن الخطبة وأيس من أن يقبل وهو بطبيعة الحال سوف يترك الخطبة على كل حال .
السائل : ... ؟
الشيخ : هذا من المرفوع وأظنه يلحق بالمرفوع صريحاً لأنه قيد قال يأثر أما لو قال يأثره فإنه من المرفوع حكماً مثل يبلغ به وينميه وما أشبه ذلك .