حدثنا محمد أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبداً يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس ( يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثاً ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو راجعته ) قالت يا رسول الله تأمرني قال ( إنما أنا أشفع ) قالت لا حاجة لي فيه حفظ
القارئ : حدثنا محمّد قال : أخبرنا عبد الوهاب قال : حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس : ( أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث ، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ، ودموعه تسيل على لحيته ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم لعباس : يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ، ومن بغض بريرة مغيثا ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : لو راجعتيه، قالت : يا رسول الله، تأمرني ؟ )
الشيخ : أهي عندك ( لو راجعتيه )؟
القارئ : نعم .
الشيخ : هو الأفصح أن لا يكون فيها ياء ، وتجوز الياء لكنها لغة قليلة .
القارئ : ( قال : يا رسول الله، تأمرني؟ قال : إنما أنا أشفع ، قالت : لا حاجة لي فيه ).
الشيخ : هذا أيضا سبق لكن وجه العجب أن مغيثا كان يحب بريرة حبا ، أتموا ؟ شديدا ، وهي تبغذه بغضا شديدا ، هذا وجه العجب ، لأن الغالب أن القلوب شواهد وأنها إذا تعارفت ائتلفت ، وأن من يحبك تحبه ، ومن يبغضك تبغضه ، أما أن يوجد حب شديد لمبغض شديدا ، فهذا شيء عجيب جدا ، لا سيما وأنها زوجته ، وقد جعل الله تعالى ، وقد قال الله تعالى : (( وجعل بينكم مودة ورحمة )) ، فهذا لا شك أنه من العجب ، ولكنه يدل على أن القلوب بيد الله عز وجل يصرفها كيف يشاء ، وأنه من الممكن أن تحب الإنسان حبا شديدا ، ويبغضك بغضا شديدا .