حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن يزيد مولى المنبعث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ضالة الغنم فقال ( خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب ) وسئل عن ضالة الإبل فغضب واحمرت وجنتاه وقال ( ما لك ولها معها الحذاء والسقاء تشرب الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها ) وسئل عن اللقطة فقال ( اعرف وكاءها وعفاصها وعرفها سنةً فإن جاء من يعرفها وإلا فاخلطها بمالك ) قال سفيان فلقيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ولم أحفظ عنه شيئاً حفظ
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن يزيد مولى المنبعث : ( أن النبي صلّى الله عليه وسلم سئل عن ضالة الغنم فقال : خذها فإنما هي لك أو لأخيك او للذئب ، وسئل عن ضالة الإبل ).
الشيخ : لك إن لم تجد صاحبها ، أو لأخيك إن وجدته ، أو إن تركتها فأخذها أخوك ، أو للذئب إن تركتها ولم يجدها صاحبها ، فإنها للذئب يأكلها ، طيب ولا يمكن أن تكون للأسد ؟
السائل : ... ؟
الشيخ : لو كانت في مأسدة ؟
السائل : ... ؟
الشيخ : يمكن ، لكن الرسول ضرب هذا على سبيل التمثيل ، على سبيل التمثيل ، وقد تكون للكلب يأكلها .
السائل : ... ؟
الشيخ : نعم اللص أخوه ، أي نعم ، ولهذا قال أو لأخيك ، أعم من أن يكون صاحبها .
القارئ : وسأل عن ضالة الإبل فغضب واحمرت وجنتاه وقال : ( مالك ولها معها الحذاء والسقاء تشرب الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها ) ، وسأل عن اللقطة فقال .
السائل : هذا الغضب ؟
الشيخ : عند الفتوى ، يعني الرسول صلّى الله عليه وسلم غضب واحمرت وجنتاه من شدة غضبه ، الإبل إذا وجدتها لا تأخذها ، اتركها ، معها السقاء والحذاء ، السقاء بطنها ، والحذاء خفها ، ما تتعب ، لا يصيبها الشوك ولا الحصى ولا العطش ، لأن الإبل ترد على الماء وتشرب ، وتملأ بطنها ويكفيها لعدة أيام ، حتى في الحر يكفيها ، فدعها ، ولهذا بعض الناس لعلمهم بدلالة الإبل على موارد الماء إذا خاف الظمأ في المفاوز ، إذا خاف الظمأ في المفاوز ، ربط نفسه على ظهر البعير وخلاها تروح ، وقد وقعت مثل هذه القصة في جماعة أصحاب إبل جمالين ، يذهبون من البلد هذا ، من عنيزة إلى الكويت ، وفي الدهناء ، قبل لما كانوا على الإبل ، في الدهناء ضلوا الطريق ، ولحقهم العطش ، وصاروا يتساقطون من على إبلهم ، يتساقطون ، من الظمأ يموت ، إلا أن الله ألهم واحدا منهم لما شاف أصحابه يتساقطون أمواتا ، ربط نفسه على البعير ، وعرف أن البعير سوف ترد الماء ، يعني البعير إذا وردت الماء مرة واحدة خلاص تدله ، فربط نفسه ، وضاع عن الدنيا ، وأغمي عليه ، ولكن الله قد أبقى له أجلا ، فإذا بالبعير ترد الماء ، ترد الماء ، ووجد عنده من يستسقي ، تعرفون الموارد في مثل المفاوز هذه دائما مورودة ، فرأوا الرجل على البعير مغماً عليه ولا يحس ولا شيء ، فأناخوا البعير ونزلوه ومرسوا تمرة بماء ، وصاروا ينقطونها في فمه تنقيطا ، لأنه ما عنده قوة ، تعبان مرة ، فبدأ يجذب هذا التمر الذي بالماء شيئا فشيئا ، حتى وصل إلى المعدة وصحا الرجل ، صحا الرجل وطلب الماء، طلب الماء منهم ، قالوا : ما نعطيك ماء ، لأنه لو أعطوه ماء الآن يموت ، ما نعطيك ماء ، وبدؤوا يعطوه من هذا التمر الممروس بالماء شيئا فشيئا حتى ردت عليه روحه ، قال لهم : أدركوا أصحابي، أصحابي تركتهم وهم يسقطون من إبلهم ، ولا أدري عنهم ، وذكر لهم قال : هذا أثر الإبل اتبعوها ، لما ذهبوا إليهم وجدوهم قد ماتوا ، أظنهم أحد عشر نفرا ، قد ماتوا . الشاهد من هذا أن الإبل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ترد الماء ، وتأكل الشجر ، حتى يجدها ربها ، طيب ، هذا التعليل يدلنا على أنه لو كانت الإبل في مكان فيه قطاع طريق ، إذا وجدوها أخذوها وتملكوها ، فلم يجدها ربها ، هل تؤخذ ولآ لأ ؟ ظاهر التعليل أنها تؤخذ ، وكذلك لو كانت البعير لا تقوى على المشي ، لكونها مسكورة مثلا تؤخذ ولآ لأ ؟ تؤخذ ، لأنه لا يمكن أن ترد الماء ولا تأكل الشجر ، وإذا كانت البعير صغيرة كالحاشي الذي لا يهتدي لماء ، ولا يتحمل الظمأ ، يؤخذ ولآ لأ يؤخذ ؟ طيب ، وفهم من الحديث أن الإبل تحمي نفسها من الذئاب ، لأنه في الشاة قال : ( أو للذئب )، وهنا قال : ( ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها ) ، فهي تحمي نفسها من الذئاب ، وهو كذلك، هذا هو المعروف أنها تحمي نفسها من الذئاب ، البقر ؟
السائل : ... ؟
الشيخ : لا ، تحمي نفسها من الذئاب ، معروف ، الحمار ؟ قال بعض العلماء : إنه يحمي نفسه من الذئاب ، والواقع خلاف ذلك ، الواقع أن الحمار إذا احس بالذئب وقف وقام يبول وينهق .
السائل : ... ؟
الشيخ : أبدا ، ما في غير هذا ، فيأتي الذئب فيجده فريسة متأهبة، متأهبة للفرس ، ولهذا الصحيح أن الحمار من جنس ، من جنس الغنم ، يؤخذ ، لأنه لا يحمي نفسه من الذئاب ، نكمل الحديث .
السائل : الفرس ؟
الشيخ : الفرس ما أدري عنه ، ما أدري عنه ، يرجع فيه إلى أهل الخبرة .
السائل : ... ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : ... ؟
الشيخ : الذئب يعني ؟
السائل : أي .
الشيخ : يمكن الذئب أنه ضعيف .
السائل : ... ؟
الشيخ : أي نعم ، هذا الجمع بينه وبين ما قلت هو أن هذا الحمار المذكور جيد ، والذئب اللي موافقه ضعيف . أي نعم .
القارئ : ( وسأل عن اللقطة فقال : اعرف وكاءها وعفاصها وعرفها سنة ، فإن جاء من يعرفها وإلا فاخلطها بمالك ) ، قال سفيان : فلقيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن ولم أحفظ عنه شيئا غير هذا .