تتمة شرح الحديث : حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف بن أبي سليمان قال سمعت مجاهدًا يقول حدثني عبد الرحمن بن أبي ليلى أنهم كانوا عند حذيفة فاستسقى فسقاه مجوسي فلما وضع القدح في يده رماه به وقال لولا أني نهيته غير مرة ولا مرتين كأنه يقول لم أفعل هذا ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة حفظ
الشيخ : وهذه العلة واضحة خلافا لمن قال إن ذلك تعبدي أو لمن قال لما في ذلك من الفخر والخيلاء وكسر قلوب الفقراء وتضييق النقدين نقول الرسول علل بعلة واضحة يعني أن هذه الدار ليست دارنا فلا ينبغي أن نترفه فيها إلى هذا الحد وإنما الذي يترفه فيها لهذا الحد هم الكفار الذين ليس لهم إلا عيش الدنيا فقط أما نحن فعيشنا عيش الآخرة فلا ينبغي أن نتنعم بالدنيا إلى هذا الحد ثم إن الأكل والشرب في هذه الأواني يكسب القلب كبرياء وعظمة وأنفة وخيلاء لا يوجد في غيرها سبحان الله وهذه من الحكمة أيضا وإذا حصل للإنسان هذا والعياذ بالله الكبرياء والعظمة والفخر فإنه قد يحرم دخول الجنة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ) ، نعم