باب : الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر . فيه : عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . حفظ
القارئ : باب الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر ، فيه : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ : أما المسألة الصائم الصابر فهذا واضح أن الصائم الصابر هذا أرفع درجة من الأول لكن هل الأفضل الفقير الصابر أو الغني الشاكر ؟ أيهما أفضل ؟ كيف ؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني تعدي النفع لا شك أن الغني الشاكر نفعه متعدي بخلاف الفقير الصابر وهذا غير مراد لكن من حيث المعنى القاصر على النفس أيهما أفضل ؟ الحقيقة أنها كلها ابتلاء لا الغنى ولا الفقر الغنى يحمل في العادة على الأشر والبطر وقل من يسلم من هذا البلاء ولهذا قال سليمان صلى الله عليه وسلم : (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )) والصبر أيضا صعب على النفوس لأنه يحصل به ألم من الفقر لكن الصابر قد يقول لنفسه أنتِ إن صبرت صبر الكرام وإن سخطت سخطت سخط اللئام ولن ينفعك ذلك فلا فائدة من الصبر ، فالمهم أن العلماء اختلفوا في ذلك منهم من قال إن الفقير الصابر أفضل وأكمل حالا من الغني الشاكر ومنهم من قال بالعكس والذي يظهر أن الغني الشاكر أفضل من حيث الإطلاق لما في مكابدة النفس في منعها عن الأشر والبطر من التعب لا سيما إذا وجد أقرانه وخلانه قد بطروا وأشروا ، وفيه أيضا منفعة عامة كما جاء في الحديث الصحيح : ( نعم المال الصالح عند الرجل الصالح ) ينفع في الجهاد في سبيل الله في إطعام الفقراء في كل شيء فالمحنة فيه أعظم من الصبر لأن الصابر قد يقول لنفسه ماذا أفعل ما لي إلا هذا لكن الصابر الذي يملك نفسه عن الأشر والبطر الشاكر نعم الغني الشاكر