حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن فضيل عن بيان عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت إنا قوم نصيد بهذه الكلاب فقال ( إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فكل مما أمسكن عليكم وإن قتلن إلا أن يأكل الكلب فإني أخاف أن يكون إنما أمسكه على نفسه وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل ) حفظ
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن فضيل عن بيان عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت إنا قوم نصيد بهذه الكلاب فقال : إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله فكل مما أمسكن عليكم وإن قتلن إلا أن يأكل الكلب فإني أخاف أن يكون إنما أمسكه على نفسه وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل )
الشيخ : هذا الباب كما قال المؤلف إذا أكل الكلب يعني فإنه لم يأكل ، ولكن كأن المؤلف رحمه الله لم يجزم بالحكم بل قال باب إذا أكل الكلب فما الحكم ؟ والجواب أن الرسول بين الحكم صلى الله عليه وسلم قال لا تأكل وبين العلة فقال : ( إني أخاف إنما أمسك على نفسه ) ثم ساق الآية : (( يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين )) إلى آخره لو نظرنا إلى صيغة السؤال ماذا أُحل لهم ؟ لوجدناه عاما في كل شيء ولكنه عام أريد به الخاص ، المراد ماذا أحل لهم من الأكل لأن الآية بعد قوله : (( حرمت عليكم الميتة والدم )) إلى آخره في سورة المائدة فالمعنى ماذا أحل لهم من الأكل أو من المأكولات أو من الطعام قال : (( قل أحل لكم الطيبات )) الطيبات تشمل كل ما طاب وضدها الخبائث فالخبائث محرمة (( وما علمتم من الجوارح مكلبين )) إلى آخره قوله : (( وما علمتم )) هذه لا بد أن تكون على تقدير مضاف لأنه ليس المحلل ما علمنا بل صيد ما علمنا ولهذا نقول وما علمتم أي وصيد ما علمتم هذا إن جعلناها معطوفة على الطيبات أما إذا جلعناها مستأنفة وقلنا ما اسم شرط جازم (( وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا )) فالأمر لا يحتاج إلى تقدير يكون معنى الآية : (( وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم )) وليس في الآية تقدير وحينئذ تكون الواو استئنافية وليست عاطفة وقوله : (( من الجوارح )) من الجوارح ، الجوارح الكواسر اللاتي يكسرن مثل الكلاب والصقور ونحوها وقوله : (( مكلبين )) أي مغرين وهذا معناه أن ترسلوهن وقوله : (( تعلمونهن مما علمكم الله )) فيه احتراز عجيب لما قال تعلمونهن وكان يُخشى أن يغتر الإنسان بنفسه ويكون العلم من عنده قال : (( مما علمكم الله )) فليس العلم الذي تعلمونه هذه البهائم ليس من عندكم ولكن من الله هو الذي ألهمكم وألهم هذه البهائم الجوارح (( فكلوا مما أمسكن عليكم )) سبق أن المراد مما أمسكن لكم لكنه ضمن الإمساك بمعنى الضم أو نحوه مما يعدى بعلى إلى قوله : (( سريع الحساب )) (( فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه )) بأن تقولوا عند إرسال هذه الجارحة بسم الله (( واتقوا الله إن الله سريع الحساب )) اتقوا الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه واعلموا أنكم ملاقوه وأنه سيحاسبكم على ما عملتم إن الله سريع الحساب وقال ابن عباس : " إذا أكل الكلب فقد أفسده إنما أمسك على نفسه " أفسده يعني جعله حراما بأكله فلا تأكل والله يقول : (( تعلمونهن مما علمكم الله )) فتضرب وتعلم حتى يترك اصبر يا أخي خلينا نكمل الآثار هذه حتى يترك قال : " وكرهه ابن عمر " كرهه أي كره ما أكله الكلب أو ما أكل منه والكراهة في عرف السلف للتحريم ، إذا جاءت الكراهة في القرآن والسنة ولسان الصحابة فهي للتحريم ، كما قال الله تعالى بعد أن ذكر الشرك والعقوق وغيرها من المحرمات قال : (( كل أولئك كان سيئه عند ربك مكروها )) وتقسيم المكروه أو وجعل المكروه هو الذي ينهى عنه لا على وجه الإلزام بالترك هذا اصطلاح للفقهاء رحمهم الله ، وقال عطاء : " إن شرب الدم ولم يأكل فكل " هذا صحيح لأن الرسول لما منع فيما إذا أكل ، طيب ثم ذكر المؤلف حديث عدي بن حاتم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إلا أن يأكل الكلب فإني أخاف إنما أمسكه على نفسه ) قوله : ( فإني أخاف ) يعني أتوقع وأظن أنه إنما أمسك على نفسه فلا تأكل لأن الله يقول : (( فكلوا مما أمسكن عليكم )) ، نعم
الشيخ : هذا الباب كما قال المؤلف إذا أكل الكلب يعني فإنه لم يأكل ، ولكن كأن المؤلف رحمه الله لم يجزم بالحكم بل قال باب إذا أكل الكلب فما الحكم ؟ والجواب أن الرسول بين الحكم صلى الله عليه وسلم قال لا تأكل وبين العلة فقال : ( إني أخاف إنما أمسك على نفسه ) ثم ساق الآية : (( يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين )) إلى آخره لو نظرنا إلى صيغة السؤال ماذا أُحل لهم ؟ لوجدناه عاما في كل شيء ولكنه عام أريد به الخاص ، المراد ماذا أحل لهم من الأكل لأن الآية بعد قوله : (( حرمت عليكم الميتة والدم )) إلى آخره في سورة المائدة فالمعنى ماذا أحل لهم من الأكل أو من المأكولات أو من الطعام قال : (( قل أحل لكم الطيبات )) الطيبات تشمل كل ما طاب وضدها الخبائث فالخبائث محرمة (( وما علمتم من الجوارح مكلبين )) إلى آخره قوله : (( وما علمتم )) هذه لا بد أن تكون على تقدير مضاف لأنه ليس المحلل ما علمنا بل صيد ما علمنا ولهذا نقول وما علمتم أي وصيد ما علمتم هذا إن جعلناها معطوفة على الطيبات أما إذا جلعناها مستأنفة وقلنا ما اسم شرط جازم (( وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا )) فالأمر لا يحتاج إلى تقدير يكون معنى الآية : (( وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم )) وليس في الآية تقدير وحينئذ تكون الواو استئنافية وليست عاطفة وقوله : (( من الجوارح )) من الجوارح ، الجوارح الكواسر اللاتي يكسرن مثل الكلاب والصقور ونحوها وقوله : (( مكلبين )) أي مغرين وهذا معناه أن ترسلوهن وقوله : (( تعلمونهن مما علمكم الله )) فيه احتراز عجيب لما قال تعلمونهن وكان يُخشى أن يغتر الإنسان بنفسه ويكون العلم من عنده قال : (( مما علمكم الله )) فليس العلم الذي تعلمونه هذه البهائم ليس من عندكم ولكن من الله هو الذي ألهمكم وألهم هذه البهائم الجوارح (( فكلوا مما أمسكن عليكم )) سبق أن المراد مما أمسكن لكم لكنه ضمن الإمساك بمعنى الضم أو نحوه مما يعدى بعلى إلى قوله : (( سريع الحساب )) (( فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه )) بأن تقولوا عند إرسال هذه الجارحة بسم الله (( واتقوا الله إن الله سريع الحساب )) اتقوا الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه واعلموا أنكم ملاقوه وأنه سيحاسبكم على ما عملتم إن الله سريع الحساب وقال ابن عباس : " إذا أكل الكلب فقد أفسده إنما أمسك على نفسه " أفسده يعني جعله حراما بأكله فلا تأكل والله يقول : (( تعلمونهن مما علمكم الله )) فتضرب وتعلم حتى يترك اصبر يا أخي خلينا نكمل الآثار هذه حتى يترك قال : " وكرهه ابن عمر " كرهه أي كره ما أكله الكلب أو ما أكل منه والكراهة في عرف السلف للتحريم ، إذا جاءت الكراهة في القرآن والسنة ولسان الصحابة فهي للتحريم ، كما قال الله تعالى بعد أن ذكر الشرك والعقوق وغيرها من المحرمات قال : (( كل أولئك كان سيئه عند ربك مكروها )) وتقسيم المكروه أو وجعل المكروه هو الذي ينهى عنه لا على وجه الإلزام بالترك هذا اصطلاح للفقهاء رحمهم الله ، وقال عطاء : " إن شرب الدم ولم يأكل فكل " هذا صحيح لأن الرسول لما منع فيما إذا أكل ، طيب ثم ذكر المؤلف حديث عدي بن حاتم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إلا أن يأكل الكلب فإني أخاف إنما أمسكه على نفسه ) قوله : ( فإني أخاف ) يعني أتوقع وأظن أنه إنما أمسك على نفسه فلا تأكل لأن الله يقول : (( فكلوا مما أمسكن عليكم )) ، نعم