فوائد حديث : ( سموا عليه أنتم وكلوه ) حفظ
الشيخ : هذا دليل على أن ذبيحة المسلم حلال ولا يحتاج أن يسأل عنها لا يقول كيف ذبحت ولا يقول على أي اسم ذبحت لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قالوا لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا قال : ( سموا أنتم وكلوا ) وفي قوله : ( سموا أنتم وكلوا ) إشارة إلى كراهة هذا السؤال لأنه من باب التنطع ووجه هذه الإشارة كأنه قال ليس عليكم أن تسألوا عما فعله غيركم عليكم أن تسألوا عن فعلكم أنتم فأنتم ستأكلون فسموا عند الأكل وغيركم ذبحوا فدعوا ذبحهم لهم طيب فإن قال قائل لو غلب على ظني أنهم لم يسموا لأني أظن أنهم جهال ؟ فالجواب : ولو غلب على ظنك لأن عائشة تقول وكانوا حديثي عهد بكفر وحديث العهد بالكفر يغلب عليه الجهل بأحكام الشريعة لا سيما في هذه المسألة التي لا تكون معلومة في الغالب إلا عند الجزارين الذين يمارسون الذبح فالحاصل أن لدينا قاعدة مهمة وهي أن كل فعل وقع من أهله فلا تسأل عنه لا عن كيفيته ولا عن شروطه ولا عن أي شيء يتصل به ما دام الفعل وقع من أهله فلا تسأل ولو أن الشارع ألزمنا أن نسأل لوقعنا في حرج كثير لكنا نقول لكل إنسان يأتينا بذبح تعال هل ذكر اسم الله عليه ؟ فإذا قال نعم قلنا هل قطع الحلقوم والمري ؟ فإذا قال نعم قلنا هل الذي ذبح يصلي ؟ فإذا قال نعم قلنا هل هو صاحب بدعة مكفرة ؟ فإذا قال لا قلنا له من أين أتته الذبيحة ؟ لأن بعض العلماء يقول ما تحل الذبيحة إلا إذا كانت مملوكة وأن من ذبح ملك غيره ما تحل قلنا هل هو مالك للذبيحة ؟ إذا قال لا قلنا هل هو مستأجر ؟ قال نعم من استأجره ؟ فلان اين فلان ؟ هل الذبيحة ملك لك أم لا ؟ إلى يوم القيامة ولكن من نعمة الله عز وجل أن كل شيء وقع من أهله كل تصرف وقع من أهله فالأصل فيه السلامة والحل وعدم وجود المفسد وهذه القاعدة تفيدك في هذا وفي غيره أيضا ، لو أنك أعطيت ثوبك غسالا يغسل الثوب وأعطاك إياه ربما كان غسله من مياه المجاري فيه احتمال ولا لا ؟ فيه احتمال هل تسأله ؟ ما تسأله لأنه وقع من أهله وهو مأمون عندك ولا كان يقول اسأله هل هو من ماء المجاري ولا لا ، وإذا قال ليس من ماء المجاري نقول طيب بأي ماء غسلته والله غسلته من ماء في إناء عندي طيب لعله وقع فيه فأرة وماتت ولا لا ؟ وهكذا ونمشي لكن من نعمة الله أن الله يسر لنا وجعل هذه الأشياء مبنية على الظاهر وعلى الأصل نعم.