فوائد حديث : ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير ... ) حفظ
الشيخ : الحديث الثاني التنبيه على أنه ينبغي للإنسان أن يختار من الجلساء جلساء الخير والصلاح وأن جليسهم مستفيد على كل تقدير لأنه يقول عليه الصلاة والسلام : ( كحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه رائحة طيبة ) هذا أدنى الأحوال يحذيك يعطيك بلا عوض وهذا أعلم أنواع الانتفاع أو يبتاع يعطيك بثمن وهذا دون الأول استفدت منه طيبا لكن أخذ منك عوضا الأول استفدت منه طيبا ولم يأخذ عوضا الثالث أو تجد منه رائحة طيبة لا أعطاك ولا باعك ولكن رائحته طيبة ولا لا ؟ الإنسان إذا مر معه حامل مسك معه تفرح تسر بالرائحة الطيبة الثاني الخبيث جليس السوء يقول صلى الله عليه وسلم : ( نافخ الكير ) أنتم تعرفون الكير تعرفونه الكير هذا الذي ينفخ فيه على الفحم ينفخه الصناع لا شبيه به لكنه أوسع منه بطنا ويحركه بكل يدين حتى يخرج منه هواء كثير نعم مثل نبضات القلب هذه يدزها هنا ويرفع هذا ثم يدز هذه ويرفع هذا هذا الكير ويخرج منه هواء قوي يشعل النار نافخ الكير جليس زين ولا لا ؟ جليس سوء ويش البلاء اللي فيه ؟ ( إما أن يحرق ثيابك )كيف يحرق ثيابك ؟ تطير شرارة عليك من هذا الكير ويحرق الثياب ( وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) وهو صحيح إذا احذر من جليس السوء لا تسلم أبدتا من جليس السوء إما أن يحرق ثيابك ويصيبك بسوءك وإما أن تجدك منه رائحة كريهة تكتسب من أخلاقه لذلك يجب علينا أن نختار الجلساء الصالحين ونختار أيضا الجلساء ذوي الحكمة والرأي والسداد لأن ما كل صالح يكون على وجه حسن من الوعي قد يكون صالحا لكنه مغفل ما يعرف الأمور هذا يفيدك في العبادة والطاعة لكن لا يفيدك في الرأس وحين التدبير والتوجيه وكم من إنسان ضل ضلالا مبينا من أجل عدم التوجيه والحكمة لهذا اختار الأمرين ولعل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح ) يشمل الصالح في الدين وغيره مو لازم الصالح في الدين الصالح في الدين في الرأة في المروءة كم من إنسان أقل من الإنسان الآخر دينا لكن عنده مروءة وكرم وشهادة استفاد منه مكارم الخلاق فنحن إذا حملنا الحديث على العموم الصالح في دينه وأخلاقه ومروؤته وعقله صار شاملا لكل شيء طيب.