إذا عرفت رجلاً بصلاحه قد عاشرته وعرفته جيداً فجاهد في سبيل الله ثم قتل هل أقول عنه شهيد ؟ حفظ
السائل : إذا عرفت رجلا بصلاحه وحسن نيته وعاشرته فعرفته يعني جيدا وذهب يعني يجاهد ثم قتل شيخ هذا ما يقال؟
الشيخ : لا تقل شيئا قل أحسبه شهيدا أظنه شهيدا أما الجزم بالشهادة صعب أرأيتم الرجل الذي كان مع الرسول في غزوة وكان محل إعجاب القوم لا يدع شاذة ولا فاذة إلا أقدم عليها وأجادها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم : ( هو في النار ) ... اصبر قال ( هو في النار ) ما قاتل حمية إلى الآن قال : ( هو في النار ) فكبُر ذلك على الصحابة كيف هذا الرجل المجاهد البطل الشجاع يقول الرسول صلى الله عليه وسلم هو في النار فقال أحد القوم والله لألزمنه يعني ألازمه حتى أشوف إيش النهاية فلازمه فأصاب هذا الرجل سهم فجزع فوضع سيفه في صدره واتكأ عليه حتى ظهر من ظهره خرج من ظهره والعياذ بالله فقتل نفسه فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أشهد أنك رسول الله قال : ( وما ذاك ؟ ) قال كذا وكذا فهذا الرجل شوف عاقبته ؟ عاقبته الآن أنه قتل نفسه ولم يق الرسول إن الرجل قاتل حمية أو قتال شجاعة الله أعلم بنتيه الله أعلم بمن يكلم في سبيله على كل حال أنت قل أرجو أن يكون شهيدا وأنت إذا قلت أرجو فإن كان شهيدا فإن ذلك لا يضع من منزلته عند الله وإن لم يكن شهيدا فلست بآثم لأنك ترجو له لأن عمله ظاهره عمل حسن صالح لكن إذا جزمت ستسأل يوم القيامة ربما هذا الإنسان نسأل العافية في آخر رمق في الحياة حصل له ما يحصل.
السائل : ...؟
الشيخ : على كل حال الحديث الذي في البخاري هذا الذي قلت لك ونحن نقول لا تقل لأي أحد الآن إنه شهيد أبدا قل أرجو أن يكون شهيدا أحسبه شهيدا. طيب.
السائل : حتى لو علمنا بالكرامات ...؟
الشيخ : أبدا ويش أنت الآن ليش تقول شهيد ويش الفائدة ما دام الآن أنك تحسن الظن به رجل شهيد صالح هذا يكفي فأنت الآن إذا لم تجزم بأنه شهيد وهو عند الله شهيد هل تنزل مرتبته أبدا ولو قلت إنه شهيد وليس عند الله بشهيد ما ارتفع ولا صار شهيدا إذا أنت الذي عرضت نفسك للخطر الآن أنت الذي عرضت نفسك للخطر فشهدت لشخص بأنه شهيد وشهادتك هذه تستلزم الشهادة بالجنة لأن كل الشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم وهذا أيضا لا يجوز والحمد لله هذا ما يضر يا إخوان ثم فيها محظور آخر أنك لو قلت فلان شهيد أنت تطلقها على رجل قد يكون أهلا للشهادة فيأتي إنسان آخر ويقتل شخص آخر في قتال جاهلية قتال قومية فيقال إنه شهيد وهذا ليس بشهيد إذا لم يكن في قلبه نية غير معلومة فليس بشهيد لأن الذي يقتل حمية هذا ليس في سبيل الله والظاهر من الذي يقاتل للقومية الظاهر أنه حمية وليس في سبيل الله إذا لا نقول إنه شهيد فأنت إذا قلت أن هذا الرجل الصالح إنه شهيد قال آخر عن رجل الله أعلم بحاله قال إنه شهيد وهذه المسألة أقولها لأني وجدت الناس الآن استرخصوا هذه الكلمة وصارت تباع لكل زهيد ورخيص كل إنسان يوصف بأنه شهيد هذه مشكلة والإنسان قال الله تعالى : (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) كل كلمة تقولها جملة خبرية أو جملة إنشاءية تقولها فسوف تحاسب عليها وأنا ما هو أقرر مصير العالم حتى يقال لي قرر أن هذا شهيد الذي يقرر المصير العالم من إليه مصيرهم عز وجل فأنا ما لي حق أتكلم في هذا الشيء إلا من شهد له الرسول بذلك فعلى العين والرأس ويجب أيضا من شهد له الرسول بذلك يجب أن أشهد له به كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لما صعد جبل أحد فارتج وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان قال : ( اسكن أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) هذا نشهد الآن بأن أبا بكر صديق أعلى مرتبة بعد النبوة وأن عمر وعثمان شهيدان يجب أن نشهد بذلك تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اصبر تمت الأربعة تمت.