فوائد حديث الضب المحنوذ. حفظ
الشيخ : هذا أيضا تقدم لنا نظيره أو قريب منه وهو مسألة الضب وأن الضب حلال وفيه دليل على سلوك هذا المسلك في الأحكام ألا يفعل الإنسان الشيء ولا يحرمه على غيره وأن يفعل الشيء ولا يوجبه على غيره يعني قد يكون الإنسان يفعل الشيء احتياطا لكن ما يستطيع أن يجبره على الناس أو لا يفعل الشيء احتياطا ولكن لا يحرمه على الناس فهذا مسلك يتعامل به الإنسان مع ربه بالنسبة لنفسه وإن كان بالنسبة لعباد الله لا يلزمهم بشيء فعلا أو تركا إلا بشيء يجزم به أو يغلب على ظنه حيث ساغ العمل بغلبة الظن وفيه أيضا ... وفيه دليل على أن الإنسان إذا ترك الطعام الحلال لأن نفسه تعافه فإنه لا يلام عليه ومن ذلك ما إذا سقط الذباب في الشراب فإن المشروع غمسه ثم نزعه فإذا قال أحد أنا لا أشتهي الشراب الآن فإننا لا نلومه لأن هذا مما تعافه أنفس بعض الناس وفيه أيضا سؤال هل نقول إن الأفضل ترك أكل الضب اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الرسول قال : ( لا آكله ) نقول لا لم يقل لا آكله تعبدا ولكن لأنه يعافه فيكون هذا ليس من باب التعبد ولكن من باب التطبع أو ما يقارب ذلك فإذا كان الإنسان يشتهيه فالسنة أن يأكله فإن قال قائل بماذا علمت أن السنة يأكله لأن السنة فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وإقراره إيش بعد ؟ وقوله قوله وفعله وإقراره وهنا أقر خالد بن الوليد على الأكل فإذا اشتهت نفسك شيئا وهو مما يباح فالسنة أن تأكله وألا تمنع نفسك مما أحل الله لك.