الحديث الصحيح ( الذي أمر أولاده بحرقه إذا مات ويذروا نصفه في البحر ونصفه في الهواء ) من أي أنواع الكفر هو .؟ وما حكم الذي يؤثر الحلف بغير الله على الحلف بالله .؟ وهل شرك كفار قريش كان في الربوبية أم في الألوهية .؟ حفظ
اسمع الإخوان سؤالك .
السائل : الحديث الصحيح الرجل الذي أوصى أحد أبنائه أن يحرقه من أي نوع كفره ؟ .
الشيخ : من أي نوع ، تقصد نوع ايش ؟
السائل : كفر عملي أم اعتقادي ؟ .
الشيخ : لا اعتقادي ، هذا كفر اعتقادي لكن هذا كفر بغفلة ، ما في عنده شيء أعز من ربه تبارك وتعالى ، ولذلك الذي يؤثر الحلف بغير الله على الحلف بالله فقد جعله شريكا مع الله ، هذا النوع من الشرك مع الأسف أكثر المسلمين لا يعرفونه ، ماذا يعرف المسلمون من الشرك ، ما عرفه الجاهليون ، الجاهليون عرفوا أن الشرك أن يعتقد احدهم أنه في خالق مع الله ، هذا هو الشرك وأنه بلسان حاله مش واقعين بهذا الشرك لأن صريح القرءان يقول : (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )) إذن قوله تعالى : (( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ))، وين الأنداد و هم يعلمون أنهم اتخذوا مع الله أندادا ، هنا السر وهنا الجهل في الجاهلية الأولى وفي جاهلية القرن العشرين اليوم ، وليس في الكفار بل في المسلمين ، لأن الشرك كالتوحيد ، التوحيد ، ثلاثة أقسام ، يقابله الشرك ثلاثة أقسام ، توحيد الربوبية وهو أن تجعل مع الله إلها آخر ، كما جاء في حديث ابن مسعود في الصحيحين ( أن تجعل لله ندا وقد خلقك ) ، يعني شريكا في الخلق ، هذا أكبر الكبائر ، توحيد الربوبية يقابله الشرك في الربوبية ، مثاله المجوس الذين يعتقدون خالق للخير وخالق للشر ، لذلك قال عليه السلام : ( القدرية مجوس هذه الأمة ) لأنهم يعتقدون أن الإنسان يخلق الشر ، وربنا يخلق الخير ، فهذا شرك في الربوبية ، فتوحيد الربوبية هو أول شيء يجب المسلم أن يكون مؤمن به وهذا سهل مفطور عليه الإنسان حتى الكفار في الجاهلية كما سمعتم ، كانوا يوحدون الله توحيد الربوبية وقد جاء في صحيح مسلم أنهم كانوا في الجاهلية من ضلالهم يطوفون حول الكعبة عراة ، نساء ورجال حتى كانت المرأة اللي كان عنده شوية بقية من الحياء حياء خجل لكن الجهل والعادات والتقاليد تعمي القلوب ، شوف اليوم أنتم المسلمين رجال ونساء صباح العيد وين رايحين ، بدل ما يروحوا عند المصلى بيروحوا عند القبور ، أنت ذاهباً وإياباً ترى الناس عاكفين على القبور ودول كانوا يطوفون حول الكعبة عراة نساء ورجال ، فتقول المرأة الواحدة منهم وهي تشير إلى فرجها اليوم :
" يبدوا بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله "
وكانوا في أثناء هذا الطواف يقولون : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك ) شو هذا الشريك ، تملكه وما ملك ، معتقدين بتوحيد الربوبية أنه ليس مع الله خالق ثاني لكن من أين جاءهم الشرك ؟ من النوعين الأخرين ، الأول قلنا هو توحيد الربوبية ، النوع الثاني توحيد الإلوهية ويسمى بتوحيد العبادة ، يعني أنت أيها العبد ما دام آمنت بأن الله هو الذي خلقك وصورك فهذا هو الذي يستحق بأن تتوجه إليه بكل عبادتك ، هنا كان الكفار كفار قريش ومن دان دينهم ، يكفرون بهذا التوحيد فكانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى ، وهذا أيضا كما حكاه في القرآن حكى أحدهم إيمانهم بالربوبية وحكى عنهم كفرهم بالإلوهية ، (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )) ، (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ )) إذا قيل لهم لماذا تعبدونهم من دون الله ، قالوا (( ما نعبدهم إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )) إذا قيل لهم لماذا تعبدونهم من دون الله ، قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إذن ، هذا اعتراف منهم بأنهم يعبدون أولياءهم ، ولا يعبدونهم لذواتهم وإنما كوسيلة تقربهم إلى الله زلفى فكفروا بتوحيد الإلوهية ، أوتوحيد العبادة ولذلك أيضا حكى ربنا عز وجل عنهم ، انه قال ، قالوا : (( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))، أجعل الآلهة يعني المعبودات ، جعلها معبود واحد إن هذا لشيء عجاب ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ، وقال ربنا في الآية الأخرى : (( إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ )) ، تتضاعف المصيبة ، حينما نعلم أن الكفار كانوا يفهمون معنى لا إله إلا الله ، لكن لا يخضعون له ، أما كثير من جهلة المسلمين اليوم لا يفهمون معنى لا اله إلا الله ، ولذلك فليس استكبار وإنما هو الجهل فلا اله إلا الله ، فمعناها لا معبود بحق في الوجود إلا الله ، فهل المسلمون قاموا بحق هذه الكلمة كلمة التوحيد هل هم بعد أن آمنوا بتوحيد الربوبية آمنوا بتوحيد الإلوهية مع الأسف نقضوها ، هذا النوع من التوحيد نقضوه لماذا ، لأنهم يأتون إلى قبور الأنبياء والأولياء والصالحين ، يصلون عندهم ويستغيثون بهم ويتوسلون بهم إلى الله وإذا سألتهم ، يقولون ما نعبدهم ، لكن ما بيقولوا ما نعبده ، شوف من جهله لأنهم يفهمون العبادة بمعنى ضيق أنك تقعد وتصلي لهذا القبر لا هو ما بيصلي ، لكن بقول يا فلان أغثني ، ما بيعرف أن هذا صلاة وعبادة له ، ما يعرف لما بيقرأ في سورة الفاتحة ، (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))، إنه الاستعانة بالميت هو عبادة له ، ما بيعرف أن هذا عبادة ، ولذلك أنت لو سألته أنت تعبد غير الله يقول لك أعوذ بالله لكن هو منغمس في هذه الضلالة أي في عبادة غير الله ، فإذن هذا التوحيد الثاني توحيد الإلوهية أو توحيد العبادة ، التوحيد الثالث والأخير توحيد الأسماء والصفات اعتقدت أن الله هو واحد في ذاته لا شريك له في خلقه ، اعتقدت أن الله واحد في عبادته لا تعبد معه سواه ، بقي عليك أن تعتقد أنه و احد في صفاته كما أنه واحد في ذاته فهو واحد في صفاته لا تعتقد مثلا أن هناك أحد في البشر مهما سما أحدهم وعلا يرفع رأسه هيك وينكشف له اللوح المحفوظ ويعرف اليوم فلان سيموت شقي وفلان سيموت سعيد فهو يعلم الغيب من دون الله عز وجل ، والله يقول : (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))، فإذا اعتقدت أن الشيخ الفلاني يعلم الغيب وهذا نسمعه نحن بآذاننا من الصوفيين ، إن الشيخ كاشفنا ، الشيخ كاشفنا ، بنكون نحن محضرين السؤال ولسه ما طرحناه ، وإن الشيخ بيعطينا الجواب من غير ما نطرح السؤال ، صار في عقيدة الناس إشراك في القسم الثالث من التوحيد في أسماء الله وصفاته ، لا يعلم الغيب إلا الله صار في أولياء بيعرفوا الغيب ولذلك تجد أحدهم لا بيتاجر ولا بيسافر ولا بيتزوج ولا بياتي بحركة تستحق الذكر إلا بعد استشارة الشيخ ، والشيخ بكاشف له وبيطلع له على الغيب ، هذا كله كفر بلا إله إلا الله ، لماذا ؟ لأننا لم نفقه بعد هذا التوحيد وقد أطلنا عليك فمعذرة ، والسلام عليكم وبس .