باب : ما جاء في كفارة المرض . وقول الله تعالى : (( من يعمل سوءا يجزبه )) . حفظ
القارئ : " باب ما جاء في كفارة المرض " ..
الشيخ : عندنا : " كتاب الطب ".
الطالب : " المرضى والطب ".
الشيخ : نعم " المرضى والطب " ؟.
القارئ : وقول الله تعالى : (( من يعمل سوءا يجز به )).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول المؤلف : " كتاب الطب " أو : " كتاب المرضى والطب " .
والمرضى جمع مريض ، والمرض اعتلال الصحة ، وينقسم إلى قسمين : مرض بدني ، ومرض قلبي .
فالمرض البدني ما يصيب البدن من الأعراض التي تخرجه عن الاعتدال الطبيعي ، وهذا أمر سهل بالنسبة للقسم الثاني وهو المرض القلبي ، وهو ما يحصل به انحراف القلب والعياذ بالله ، وسببه أمران : إما شبهة وإما شهوة .
إما شبهة تعتري القلب بحيث يلتبس عليه الحق بالباطل فلا يميز ، بل ربما يرى الحق باطلا والباطل حقا والعياذ بالله .
وإما شهوة أي سوء قصد ، يريد الإنسان خلاف ما يريده الله منه ، والله تعالى يريد منا أن نعبده فيكون في هذا الإنسان في قلبه إرادة منحرفة مخالفة لما يريد الله منه ، وهذا هو المرض .
وهذا المرض هو المرض الخطير الذي به تفسد الدنيا والآخرة قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) وقال تعالى : (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) قال العلماء أي بالمعاصي ، لأن المعاصي سبب الفساد ، والمعاصي إنما تأتي من أمراض القلوب .
والشيء الذي يهم المؤمن هو هذا ، أعني مرض القلب ، فما دواءه ؟ .
دواءه يكون بحسب سبه ، فما سببه الشبهة دواءه العلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلما ازداد الإنسان علما زالت عنه الشبهات واستنار قلبه ، وصار يميز بين الحق والباطل إما بدراسة العلم وتلقيه ، وإما بنور يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلب الإنسان .
أحيانا يوفق الإنسان للصواب وإن لم يكن درس علما ، ومنه ما جرى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في موافقته للصواب في عدة مسائل ، ومنه ما يجعله الله تعالى في قلب الإنسان أحيانا من الفراسة التي يميز بها بين النافع والضار ، فهذا هو دواء الشبهة العلم التعلم ، ونشر العلم والدعوة إلى الله .
وأما السبب الثاني وهو الشهوة أن يريد الإنسان ما لا يريده الله منه فدواءه الابتهال إلى الله تعالى ، والإنابة إليه ، والإلحاح عليه بالدعاء سبحانه وتعالى أن يصرف قلبك إلى طاعته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن ، فإن شاء أزاغه وإن شاء هداه عز وجل ) ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ) فهذا الثاني دواءه الابتهال إلى الله والرجوع إليه ، وحسن القصد ، فبهذا يشفى القلب من المرض .
وأما إن بقيت الذنوب تتراكم عليه ذنبا بعد ذنب فإنه ربما يختم عليه والعياذ بالله فلا يرى الحق ، واستمع إلى قوله تعالى : (( إذا تتلى عليهم آياتنا قال أساطير الأولين )) كيف يشتبه عليه هذا الحق العظيم بهذا الباطل ، الآيات البينات الواضحة العظيمة إذا تتلى عليه يقول هي أساطير الأولين ، ما يميز ما فيها من الخير والصدق والعدل ، بل يقول هي أساطير الأولين ، يقول الله عز وجل : (( كلا )) يعني ليست أساطير الأولين ولكن : (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) فلم يروا الحق .
أكثر الناس اليوم يعنون بالمرض في القسم الأول وهو مرض الأبدان ، يعنون به دفعا ورفعا ، فتجدهم يتخذون الوقايات الكثيرة منه ويحذرون الناس من أسبابه ، وإذا وقع حرصوا غاية الحرص على رفعه ، وهم لا يلامون على هذا بل هم مأمورون بهذه الأمور ، لكن كونها تفضل على أدوية القلوب وإزالة أمراضها هذا هو البلاء ، فتجد الإنسان مثلا قلبه مريض لا يعرف الحق ولا يستنير به ، ولا يحاول طلب الشفاء من هذا المرض ، وإذا أصيب بزكام معتاد يعرف أنه يعرض ويزول ذهب يطرق باب كل طبيب لعله يشفى من هذا المرض ، وهذه مصيبة مصيبة أصابت المسلمين اليوم حتى صاروا كالكفار في كونهم يؤثرون الحياة الدنيا ويغفلون عن الآخرة إلا من عصم الله عز وجل .
هذا الباب الذي ذكره المؤلف الآن وهو كتاب الطب أو كتاب المرضى والطب يتحدث عن القسم الأول الذي هو مرض الأبدان وطب الأبدان .
ثم قال : " باب : ما جاء في كفارة المرض " كفارة المرض يعني معناه أن المرض يكون كفارة ، هذا مراده .
ثم استدل بقوله تعالى : (( من يعمل سوءا يجز به )) يعني إذا عمل إنسان سيئة في الدنيا فإنه يجزى بها ، فيكون هذا الجزاء كفارة لهذا السوء الذي عمله كما جاء في الحديث الصحيح أنه : ( ما من مسلم يصيبه هم أو غم أو أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله به عنه ) نعم.
الشيخ : عندنا : " كتاب الطب ".
الطالب : " المرضى والطب ".
الشيخ : نعم " المرضى والطب " ؟.
القارئ : وقول الله تعالى : (( من يعمل سوءا يجز به )).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول المؤلف : " كتاب الطب " أو : " كتاب المرضى والطب " .
والمرضى جمع مريض ، والمرض اعتلال الصحة ، وينقسم إلى قسمين : مرض بدني ، ومرض قلبي .
فالمرض البدني ما يصيب البدن من الأعراض التي تخرجه عن الاعتدال الطبيعي ، وهذا أمر سهل بالنسبة للقسم الثاني وهو المرض القلبي ، وهو ما يحصل به انحراف القلب والعياذ بالله ، وسببه أمران : إما شبهة وإما شهوة .
إما شبهة تعتري القلب بحيث يلتبس عليه الحق بالباطل فلا يميز ، بل ربما يرى الحق باطلا والباطل حقا والعياذ بالله .
وإما شهوة أي سوء قصد ، يريد الإنسان خلاف ما يريده الله منه ، والله تعالى يريد منا أن نعبده فيكون في هذا الإنسان في قلبه إرادة منحرفة مخالفة لما يريد الله منه ، وهذا هو المرض .
وهذا المرض هو المرض الخطير الذي به تفسد الدنيا والآخرة قال الله تعالى : (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس )) وقال تعالى : (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) قال العلماء أي بالمعاصي ، لأن المعاصي سبب الفساد ، والمعاصي إنما تأتي من أمراض القلوب .
والشيء الذي يهم المؤمن هو هذا ، أعني مرض القلب ، فما دواءه ؟ .
دواءه يكون بحسب سبه ، فما سببه الشبهة دواءه العلم المتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلما ازداد الإنسان علما زالت عنه الشبهات واستنار قلبه ، وصار يميز بين الحق والباطل إما بدراسة العلم وتلقيه ، وإما بنور يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلب الإنسان .
أحيانا يوفق الإنسان للصواب وإن لم يكن درس علما ، ومنه ما جرى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في موافقته للصواب في عدة مسائل ، ومنه ما يجعله الله تعالى في قلب الإنسان أحيانا من الفراسة التي يميز بها بين النافع والضار ، فهذا هو دواء الشبهة العلم التعلم ، ونشر العلم والدعوة إلى الله .
وأما السبب الثاني وهو الشهوة أن يريد الإنسان ما لا يريده الله منه فدواءه الابتهال إلى الله تعالى ، والإنابة إليه ، والإلحاح عليه بالدعاء سبحانه وتعالى أن يصرف قلبك إلى طاعته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن ، فإن شاء أزاغه وإن شاء هداه عز وجل ) ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ) فهذا الثاني دواءه الابتهال إلى الله والرجوع إليه ، وحسن القصد ، فبهذا يشفى القلب من المرض .
وأما إن بقيت الذنوب تتراكم عليه ذنبا بعد ذنب فإنه ربما يختم عليه والعياذ بالله فلا يرى الحق ، واستمع إلى قوله تعالى : (( إذا تتلى عليهم آياتنا قال أساطير الأولين )) كيف يشتبه عليه هذا الحق العظيم بهذا الباطل ، الآيات البينات الواضحة العظيمة إذا تتلى عليه يقول هي أساطير الأولين ، ما يميز ما فيها من الخير والصدق والعدل ، بل يقول هي أساطير الأولين ، يقول الله عز وجل : (( كلا )) يعني ليست أساطير الأولين ولكن : (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) فلم يروا الحق .
أكثر الناس اليوم يعنون بالمرض في القسم الأول وهو مرض الأبدان ، يعنون به دفعا ورفعا ، فتجدهم يتخذون الوقايات الكثيرة منه ويحذرون الناس من أسبابه ، وإذا وقع حرصوا غاية الحرص على رفعه ، وهم لا يلامون على هذا بل هم مأمورون بهذه الأمور ، لكن كونها تفضل على أدوية القلوب وإزالة أمراضها هذا هو البلاء ، فتجد الإنسان مثلا قلبه مريض لا يعرف الحق ولا يستنير به ، ولا يحاول طلب الشفاء من هذا المرض ، وإذا أصيب بزكام معتاد يعرف أنه يعرض ويزول ذهب يطرق باب كل طبيب لعله يشفى من هذا المرض ، وهذه مصيبة مصيبة أصابت المسلمين اليوم حتى صاروا كالكفار في كونهم يؤثرون الحياة الدنيا ويغفلون عن الآخرة إلا من عصم الله عز وجل .
هذا الباب الذي ذكره المؤلف الآن وهو كتاب الطب أو كتاب المرضى والطب يتحدث عن القسم الأول الذي هو مرض الأبدان وطب الأبدان .
ثم قال : " باب : ما جاء في كفارة المرض " كفارة المرض يعني معناه أن المرض يكون كفارة ، هذا مراده .
ثم استدل بقوله تعالى : (( من يعمل سوءا يجز به )) يعني إذا عمل إنسان سيئة في الدنيا فإنه يجزى بها ، فيكون هذا الجزاء كفارة لهذا السوء الذي عمله كما جاء في الحديث الصحيح أنه : ( ما من مسلم يصيبه هم أو غم أو أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله به عنه ) نعم.