حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه قال سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه قال : سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يصب منه ).
الشيخ : هذان الحديثان وما بعدهما يدل على أن المؤمن كخامة الزرع يعني كالزرع الغض اللين الذي لم يصل إلى حد النهاية ، مثل الخامة بيضاء لينة تكفؤها الريح يمينا وشمالا ولا يهتز ، يميل يمينا ويميل شمالا ثم يعتدل إذا سكنت الريح ، فهكذا المؤمن يصاب بالبلاء والأذى وغير ذلك فيعتدل لأنه يعلم أن هذا الأمر من الله عز وجل لحكمة بالغة ، فيذكره بما عنده من الذنوب ويرجع إلى الله كما قال تعالى : (( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) .
أما المنافق والعياذ بالله فإنه على العكس من ذلك يبقى صلبا حتى تجتثه الرياح من أصله ولا يعتدل ، لأنه والعياذ بالله لا يرعو ولا تتغير حاله بما يصيبه من هذه المصائب التي هي كفارة ، فيأخذه الله عز وجل أخذة واحدة ، ونظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) .
أما حديث أبي هريرة الأخير فيقول : ( من يرد الله به خيرا يصب منه ) يعني يناله بالمصائب ، ولكن لا يصيبه مصائب مستمرة ، ولكن يصب منه ، و : من ، هنا للتبعيض ، فتكون هذه المصائب خيرا له لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فليلقى الله عز وجل وقد كفر سيئاته .
أما من لا يريد الله به خيرا فإنه يملي له حتى يوافيه يوم القيامة ويكون العذاب هناك ، وعذاب الآخرة أشد وأبقى .
والغرض من هذا الحديث تسلية المؤمن بما يصيبه وأن يعلم أن ما أصابه فهو خير له ، فهو إن صبر على هذه المصيبة واحتسب الأجر كفر الله بها عنه ورفعه بها درجات ، وإن كان لم يرض ذلك الرضا صارت كفارة له ، يعني إن صبر ولم يفعل منكرا عند المصيبة كانت كفارة له ، وإن احتسب الأجر صارت مع الكفارة رفعة في الدرجات وأجرا.
الشيخ : هذان الحديثان وما بعدهما يدل على أن المؤمن كخامة الزرع يعني كالزرع الغض اللين الذي لم يصل إلى حد النهاية ، مثل الخامة بيضاء لينة تكفؤها الريح يمينا وشمالا ولا يهتز ، يميل يمينا ويميل شمالا ثم يعتدل إذا سكنت الريح ، فهكذا المؤمن يصاب بالبلاء والأذى وغير ذلك فيعتدل لأنه يعلم أن هذا الأمر من الله عز وجل لحكمة بالغة ، فيذكره بما عنده من الذنوب ويرجع إلى الله كما قال تعالى : (( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) .
أما المنافق والعياذ بالله فإنه على العكس من ذلك يبقى صلبا حتى تجتثه الرياح من أصله ولا يعتدل ، لأنه والعياذ بالله لا يرعو ولا تتغير حاله بما يصيبه من هذه المصائب التي هي كفارة ، فيأخذه الله عز وجل أخذة واحدة ، ونظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) .
أما حديث أبي هريرة الأخير فيقول : ( من يرد الله به خيرا يصب منه ) يعني يناله بالمصائب ، ولكن لا يصيبه مصائب مستمرة ، ولكن يصب منه ، و : من ، هنا للتبعيض ، فتكون هذه المصائب خيرا له لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فليلقى الله عز وجل وقد كفر سيئاته .
أما من لا يريد الله به خيرا فإنه يملي له حتى يوافيه يوم القيامة ويكون العذاب هناك ، وعذاب الآخرة أشد وأبقى .
والغرض من هذا الحديث تسلية المؤمن بما يصيبه وأن يعلم أن ما أصابه فهو خير له ، فهو إن صبر على هذه المصيبة واحتسب الأجر كفر الله بها عنه ورفعه بها درجات ، وإن كان لم يرض ذلك الرضا صارت كفارة له ، يعني إن صبر ولم يفعل منكرا عند المصيبة كانت كفارة له ، وإن احتسب الأجر صارت مع الكفارة رفعة في الدرجات وأجرا.