فوائد حديث مرض جابر . حفظ
الشيخ : في هذا دليل على ما قال المؤلف رحمه الله : " عيادة المغمى عليه " يعني سواء أحس بك أو لم يحس ، أن تذهب وتعود هذا المريض وتنظر ، كثير من المرضى ربما يغمى عليه في مرضه أو بسبب حادث أو ما أشبه ذلك فتعوده ، وليس من شرط العيادة أن يكون المريض صاحيا .
وفيه أيضا بركة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بركة وضوءه بالفتح وهو الماء الذي يتوضأ به .
وقد يقال أيضا إنه يؤخذ منه أنه ينبغي أن يصب على المغمى عليه ماء لأن هذا سبب لصحوه .
وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيب بما لا يعلم ولهذا لم يجب جابرا رضي الله عنه لما قال : كيف أصنع بمالي ؟. كيف أقضي فيه ؟. حتى نزلت آية المواريث ، هذا وهو النبي عليه الصلاة والسلام الذي ينزل عليه الوحي يتوقف فيما لا يعلم حكمه ، فكيف بنا .
وفيه أيضا دليل على كمال صحبة أبي بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث أنه يذهب معه كثيرا كما ذهبا إلى جابر رضي الله عنه .
وفيه دليل أيضا على أنه إذا كان للإنسان حالان : حال إغماء وحال إفاقة ، فإنه يؤخذ بتصرفه في حال الإفاقة ولا يؤخذ بتصرفه في حال الإغماء ، وهكذا من كان يجن أحيانا ويفيق أحيانا نعتبر تصرفه في حال الإفاقة دون حال الجنون ، لأن الحكم يدور مع علته ، إي نعم.