بيان حد عورة المرأة الغير البالغة، وشرح حديث:" مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع " حفظ
الشيخ : بعد هذه التوطئة وهذا البيان نستطيع أن ندخل في الجواب : هناك بنات قلتم من الخامسة إلى العاشرة ، من الذي يُكلف بكل الأحكام الشرعية ؟ هو من بلغ سن التكليف ولا شك ، و لكن هنا شيء لا يتعلق بالمكلف ، وإنما يتعلق بولي المكلف ، وإلى هذا يشير نبينا - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) ومعنى هذا الحديث : أنه يجب على ولي الولد ذكرًا كان أو أنثى أن يمرنه وأن يعوده على الأحكام الشرعية من السن السابعة ، ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ) ولا يخفاكم أن المقصود ذكورًا كانوا أم إناثا ، ثم يتضمن هذا الأمر بالأمر بالصلاة الأمر بشروط الصلاة وأركانها بداهةً ، لأننا بصفتنا فقهاء بالكتاب والسنة لا نتصور أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما يأمرنا بقوله : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ) يعني : يصلوا بدون طهارة ، هذا ما يخطر ببال فقيه ! مروهم بالصلاة ولو عراةً ! يعني يا رب كما خلقتني ، لو صلى المكلف هذه الصلاة فهي غير صلاة ، ليست هي الصلاة التي أمر الله بها .
إذًا نفهم من مجرد هذا الأمر النبوي كلامًا واسعًا جدًا ، وهذا كما جاء في شمائله - عليه السلام - أو خصوصياته بالمعنى الأصح من جوامع كلمه ، فحينما قال : ( مروا أولادكم بالصلاة ) أي : بالصلاة وشروطها وأركانها وواجباتها وكل ما يتعلق بهيئاتها .
إن الأمر كذلك ، فحينما تبلغ الفتاة السن السابعة يجب إلباسها اللباس الشرعي ، ليس فقط للصلاة بل لأن الإسلام أمر المرأة البالغة بما سمعتم آنفًا : (( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ... أَوْ نِسَائِهِنَّ )) هذا فيما بعد السن السابعة ، أما ما قبل السابعة فيمكن غض النظر عن هذا التفصيل .
أما والمدرسة كما ذكرتم فيها من الخامسة والعاشرة ، وأنا لا أستطيع أن أجمد عند السن العاشرة ، لأنه من الممكن يكون في إحدى عشر ، اثنا عشر ، أليس كذلك ؟
السائل : ينتقلون إلى مدارس أخرى .
الشيخ : يعني نظام حتمي لا يمكن أن تكون هناك في سن فوق العشرة ؟
السائل : إلا لو من كان متخلفًا في الدراسة .
الشيخ : نعم .
السائل : حتى اثنا عشر عامًا .
الشيخ : هذا الذي ظننته .
السائل : المتخلف يعني عقليًا بليد شوي يبقى إلى اثنا عشرة سنة .
الشيخ : إذا كان بليدًا شويا ، يمكن يكون من الذئاب مشتهى أكثر ، - يضحك الشيخ رحمه الله - فإذًا البلادة هنا عذُر ؟ أو هي عذر أقبح من ذنب .
فالمقصود : أنا لا أتصور هذه الدقة في التطبيق ، لابد أن يكون هناك من جاوز العاشرة .
الشاهد : من السن السابعة يجب عليكم معشر المسلمين وولاة الأمور حقًا أن لا تدعو بنتًا لكم دخلت في سنها السابعة إلا وهي تتحجب الحجاب الكامل كما لو كانت بلغت سن تكليف .
وسن التكليف ليس محدودًا عند النساء إلا بالحيض ، كما أن سن التكليف عند الشباب ليس محدودًا بسن معين وإنما بالماء الدافق ، هكذا .
وإذ الأمر كذلك وأنتم أصحاب المدارس في تلك البلاد التي ابتليتم بالإقامة فيها ، فلا يجوز لكم أن تسمحوا لهذه البنات بأن يلبسن من الألبسة حين السباحة وأن يرى بعضهم من بعض .