إذا رأى الإنسان الفتنة في نفسه بأن رأى في نفسه ضعف إيمان هل يدعو على نفسه بالموت ؟ حفظ
الشيخ : طيب إذا قال قائل : إذا رأى الإنسان الفتنة في نفسه بأن رأى في نفسه ليس في الناس ، بأن رأى في نفسه ضعف إيمان ، لأنكم كما تعرفون الإيمان كأمواج البحر وكهبوب الرياح ، يزخر أحيانا نعم وينقص أحيانا ، أليس كذلك ، فهل إذا رأى من نفسه اختلافا عن حاله السابقة ، هل يدعو على نفسه بالموت خوفا من أن يتدهور ؟ .
لا ، الجواب أن يسأل الله عز وجل الثبات ، وأن يصرف قلبه إلى طاعته ، والإنسان المؤمن إذا رأى من نفسه فتورا أو ضعفا يشتد لجوءه إلى خالقه وبارئه عز وجل حتى يعصمه ، والله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد عندما يرى من نفسه إعجابا بإيمانه أو عمله ، يبتليه أحيانا بالفتور حتى إذا كان حي القلب إلى أين يتجه ؟.
إلى الله سبحانه وتعالى ، ويساله أن يثبته وأن يعينه وأن يقويه ، وهذه من حكمة الله عز وجل ورأفته بالعبد ، لأن الإنسان لو كان له الرخاء والأمن دائما ربما يأمن مكر الله ، وربما يعجب بنفسه ، وربما يدل بعمله على ربه وما أشبه ذلك ، فإذا أصيب بمثل هذه العواصف تحرك قلبه وعرف أنه على خطأ ، وأنه إن لم يعصمه الله هلك ، فيعود إلى الله ويقبل إليه ، والله سبحانه وتعالى أكرم من عبده ، إذا تقرب إليه شبرا تقرب الله إليه ذراعا وإذا أتى ربه يمشي أتاه هرولة ، أقبل بس أقبل إلى الله يقبل عليك .
أما الإعراض والتولي والتعلق بغير الله ، كيف تنال مرتبة الثريا وأنت في الثرى ما يمكن ، لا يمكن أن تنال مرتبة الثريا وأنت في الثرى (( ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه )) نسأل الله أن يحمينا وإياكم من ذلك .
المهم أن الإنسان إذا ابتلي بمثل هذه الأمور عليه أن يلجأ إلى ربه سبحانه وتعالى ويكثر من السؤال والإلحاح على الله حتى يثبته .
وفيه أيضا يقول : ( إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب ) يعني في البناء ، ولكن البناء الضروري الذي لا بد منه يؤجر الإنسان عليه لأنه من النفقات الواجبة لنفسه على نفسه ولأهله على نفسه ، إلا أنه ينبغي للإنسان أن يكون عمله في هذا الأمر عملا بقدر الحاجة بدون إسراف وبدون فخر ، إنما يكون بقدر الحاجة.