قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : " قوله : باب السعوط بالقسط الهندي والبحري . قال أبو بكر بن العربي القسط نوعان هندي وهو أسود وبحري وهو أبيض والهندي أشدهما حرارة ، قوله : وهو الكست . يعني أنه يقال بالقاف وبالكاف ، ويقال بالطاء وبالمثناة ، وذلك لقرب كل من المخرجين بالآخر وعلى هذا يجوز أيضا مع القاف بالمثناة ومع الكاف بالطاء ، وقد تقدم في حديث أم عطية عند الطهر من الحيض : نبذة من الكست . وفي رواية عنها : من قسط . ومضى للمصنف في ذلك كلام في باب القسط للحادة . قوله : مثل الكافور والقافور . تقدم هذا في باب القسط للحادة . قوله : ومثل كشطت وقشطت . وقرأ عبد الله قشطت . زاد النسفي أي نزعت ، يريد أن عبد الله بن مسعود قرأ وإذا السماء قشطت بالقاف ولم تشتهر هذه القراءة ، وقد وجدت سلفا للبخاري في هذا ، فقرأت في كتاب معاني القرآن للفراء في قوله تعالى : وإذا السماء كشطت . قال يعني نزعت وفي قراءة عبد الله قشطت بالقاف والمعنى واحد . والعرب تقول الكافور والقافور والقشط والكشط . وإذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا في المخرج هكذا رأيته في نسخة جيدة منه الكشط بالكاف والطاء والله أعلم ".
الطالب : ...
الشيخ : نعم ، مشي .
القارئ : " قوله : عليكم بهذا العود الهندي . كذا وقع هنا مختصرا ويأتي بعد أبواب في أوله قصة : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي وقد أعلقت عليه من العذرة فقال : عليكن بهذا العود الهندي . وأخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعا : أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء ثم تسعطه إياه . وفي حديث أنس الآتي بعد بابين : إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري . وهو محمول على أنه وصف لكل ما يلائمه ، فحيث وصف الهندي كان لاحتياج في المعالجة إلى دواء شديد الحرارة ، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة لأن الهندي كما تقدم أشد حرارة من البحري ، وقال بن سينا القسط حار في الثالثة يابس في الثانية ، قوله : فإن فيه سبعة أشفية . جمع شفاء كدواء وأدوية . قوله : يسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب . كذا وقع الاقتصار في الحديث من السبعة على اثنين ، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما ، وسيأتي ما يقوي الاحتمال الثاني ، وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء ، فذكروا أكثر من سبعة ، وأجاب بعض الشراح بأن السبعة علمت بالوحي وما زاد عليها بالتجربة ، فاقتصر على ما هو بالوحي لتحققه ، وقيل ذكر ما يحتاج إليه دون غيره لأنه لم يبعث بتفاصيل ذلك ، قلت ويحتمل أن تكون السبعة أصول صفة التداوي بها لأنها إما طلاء أو شرب أو تكميد أو تنطيل أو تبخير أو سعوط أو لدود ، فالطلاء يدخل في المراهم ويحلى بالزيت ويلطخ وكذا التكميد ، والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء أو غيرهما وكذا التنطيل ، والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف وكذا الدهن والتبخير واضح ، وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم . وأما العذرة فهي بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعتري الصبيان غالبا ، وقيل هي قرحة تخرج بين الأذن والحلق أو في الخرم الذي بين الأنف والحلق قيل سميت بذلك لأنها تخرج غالبا عند طلوع العذرة وهي خمسة كواكب تحت الشعرى العبور ، ويقال لها أيضا العذارى وطلوعها يقع وسط الحر ، وقد استشكل معالجتها بالقسط مع كونه حارا والعذرة إنما تعرض في زمن الحر بالصبيان وأمزجتهم حارة ولا سيما وقطر الحجاز حار ، وأجيب بأن مادة العذرة دم يغلب عليه البلغم وفي القسط تخفيف للرطوبة وقد يكون نفعه في هذا الدواء بالخاصية ، وأيضا فالأدوية الحارة قد تنفع في الأمراض الحارة بالعرض كثيرا بل وبالذات أيضا ، وقد ذكر ابن سينا في معالجة سعوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وغيره على أننا لو لم نجد شيئا من التوجيهات لكان أمر المعجزة خارجا عن القواعد الطبية ، وسيأتي بيان ذات الجنب في باب اللدود ، وفيه شرح بقية حديث أم قيس هذا ".
الشيخ : العذرة هذه يسمونها عندنا عند العامة يسمونها العُظَيْم ، شيء يعتري الحلق للصبيان ، يستعملون عندنا دواء من جنس التدليك ، يأتى بالمرأة وتمسك برأسه هكذا وتنزعه مع الرأس ... سبع مرات ، ثم بعد ذلك تجعل إبهامها هكذا سبع مرات أيضا ، ستة أو سبعت أيام في الصباح والمساء ويبرأ ، وبعضهم يكسره ، يكسر هذه العذرة التي هي الوجع ، ولكن هذا يؤلم الصبيان ويضرهم .
وفيه هذا الدواء الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم أسهل من هذا كله ، نعم ؟.
الطالب : ...
الشيخ : نعم ، مشي .
القارئ : " قوله : عليكم بهذا العود الهندي . كذا وقع هنا مختصرا ويأتي بعد أبواب في أوله قصة : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي وقد أعلقت عليه من العذرة فقال : عليكن بهذا العود الهندي . وأخرج أحمد وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعا : أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء ثم تسعطه إياه . وفي حديث أنس الآتي بعد بابين : إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري . وهو محمول على أنه وصف لكل ما يلائمه ، فحيث وصف الهندي كان لاحتياج في المعالجة إلى دواء شديد الحرارة ، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة لأن الهندي كما تقدم أشد حرارة من البحري ، وقال بن سينا القسط حار في الثالثة يابس في الثانية ، قوله : فإن فيه سبعة أشفية . جمع شفاء كدواء وأدوية . قوله : يسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب . كذا وقع الاقتصار في الحديث من السبعة على اثنين ، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما ، وسيأتي ما يقوي الاحتمال الثاني ، وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاء ، فذكروا أكثر من سبعة ، وأجاب بعض الشراح بأن السبعة علمت بالوحي وما زاد عليها بالتجربة ، فاقتصر على ما هو بالوحي لتحققه ، وقيل ذكر ما يحتاج إليه دون غيره لأنه لم يبعث بتفاصيل ذلك ، قلت ويحتمل أن تكون السبعة أصول صفة التداوي بها لأنها إما طلاء أو شرب أو تكميد أو تنطيل أو تبخير أو سعوط أو لدود ، فالطلاء يدخل في المراهم ويحلى بالزيت ويلطخ وكذا التكميد ، والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء أو غيرهما وكذا التنطيل ، والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف وكذا الدهن والتبخير واضح ، وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم . وأما العذرة فهي بضم المهملة وسكون المعجمة وجع في الحلق يعتري الصبيان غالبا ، وقيل هي قرحة تخرج بين الأذن والحلق أو في الخرم الذي بين الأنف والحلق قيل سميت بذلك لأنها تخرج غالبا عند طلوع العذرة وهي خمسة كواكب تحت الشعرى العبور ، ويقال لها أيضا العذارى وطلوعها يقع وسط الحر ، وقد استشكل معالجتها بالقسط مع كونه حارا والعذرة إنما تعرض في زمن الحر بالصبيان وأمزجتهم حارة ولا سيما وقطر الحجاز حار ، وأجيب بأن مادة العذرة دم يغلب عليه البلغم وفي القسط تخفيف للرطوبة وقد يكون نفعه في هذا الدواء بالخاصية ، وأيضا فالأدوية الحارة قد تنفع في الأمراض الحارة بالعرض كثيرا بل وبالذات أيضا ، وقد ذكر ابن سينا في معالجة سعوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وغيره على أننا لو لم نجد شيئا من التوجيهات لكان أمر المعجزة خارجا عن القواعد الطبية ، وسيأتي بيان ذات الجنب في باب اللدود ، وفيه شرح بقية حديث أم قيس هذا ".
الشيخ : العذرة هذه يسمونها عندنا عند العامة يسمونها العُظَيْم ، شيء يعتري الحلق للصبيان ، يستعملون عندنا دواء من جنس التدليك ، يأتى بالمرأة وتمسك برأسه هكذا وتنزعه مع الرأس ... سبع مرات ، ثم بعد ذلك تجعل إبهامها هكذا سبع مرات أيضا ، ستة أو سبعت أيام في الصباح والمساء ويبرأ ، وبعضهم يكسره ، يكسر هذه العذرة التي هي الوجع ، ولكن هذا يؤلم الصبيان ويضرهم .
وفيه هذا الدواء الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم أسهل من هذا كله ، نعم ؟.