فوائد حديث : ( عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد ... ) حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث أيضا دليل على أن أكثر الأمم بعد أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة موسى .
وفيه ... ( لا يسترقون ) يعني لا يطلبون من يرقى عليهم ، ووقع في بعض ألفاظ مسلم : ( ولا يرقون ) ولكن هذا وهم من الراوي ، لأن رقية الإنسان غيره لا بأس بها ، بل هي من الأمور المسنونة المستحبة كما سبق أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك .
وقوله : ( ولا يتطيرون ) يعني لا يتشاءمون ، والتشاءم يكون : بالزمان والمكان والمرئي والمسموع .
بالزمان كتشاءم العرب في شوال بالنسبة لعقد النكاح ، وتشاءمهم بيوم الأربعاء . وكل هذا ليس له أصل ، فمن أحظى النساء عند زوجها عائشة رضي الله عنها وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بها في شوال .
المكان يتشاءم الإنسان بمكان معين ، يجلس فيه فيرى ما يكره عند أول جلوسه فيتشاءم ، وهذا خطأ ، الأمكنة لا تؤثر .
المرئي يتشاءم برؤية الشيء كتشاؤم بعض الناس الجهلة إذا فتح الدكان صار أول من يأتيه للشراء رجل قبيح المنظر تشاءم ، قال اليوم ما فيه رزق ، ليش ؟ .
لأنه رأى هذا الشيء القبيح هذا الرجل القبيح .
كذلك بالمسموع ، يسمع كلمة من شخص فيتطير منها ، ولنفرض أنه أراد أن يسافر فسمع إنسانا يتكلم مع شخص يقول : أنت شريت هذه السلعة بكم شريتها ؟ . قال : شريتها بمئة ، قال : أنت خاسر ، فسيمعها الذي يريد أن يسافر فتشاءم ، قال خلاص إذا سفري سيكون خسارة فيرجع ، هذا هو التطير .
وإنما كان عدم التطير ممدوحا ونهي عن التطير لأنه يفتح على الإنسان باب الأوهام والتخيلات الفاسدة البعيدة ، ويطرد عنه التوكل على الله . يكون متوكلا على الأوهام كلما سمع شيئا تشاءم كلما رأى شيئا تشاءم ، كلما نزل مكانا تشاءم كلما أتى عليه زمن تشاءم منه ، وهذا لا شك أنه يقلق راحة الإنسان ويبعده عما خلق له من عبادة الله ومن انشراح الصدر وسرور النفس ، فلهذا نهي عنه .
أما التفاؤل فالتفاؤل ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ) لأن التفاؤل سرور يبعث على النشاط وعلى الأمل وهو عكس التشاؤم .
الثالث قال : ( لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون ) يعني لا يطلبون من أحد أن يكويهم . لماذا ؟ .
قال لأنهم : ( على ربهم يتوكلون ) فيعتمدون على الله عز وجل ، ولكن لو أن أحدا أراد أن يقرأ عليهم فلا مانع ، ولا تنتفي عنه هذه الصفة ، لأن هناك فرق بين الذي يسترقي والذي يمكن من يقرأ عليه أن يقرأ عليه ، أليس كذلك ؟ .
الأول مستجدي يطلب يتعلق بغير الله ، والثاني غير مستجدي ، ولهذا حرم سؤال المال ، وإذا أعطيت إياه من غير مسألة فأنت مأمور بأخذه .
طيب كذلك الاكتواء ، لو أن أحدا كواك بدون طلب منك لم ينافي هذه الصفة ، لأن هناك فرقا بين أن تكتوي وبين أن تمكن من يكويك ، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ ، وسعد رضي الله عنه مكنه من ذلك ، ولا نقول إن سعدا خرج عن هذه الأوصاف التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام .
وسبق لنا الكلام على الكي وأنه إما مكروه أو محرم أو جائز .
وفي هذا الحديث فضيلة عكاشة بن محصن رضي الله عنه.
وفيه ... ( لا يسترقون ) يعني لا يطلبون من يرقى عليهم ، ووقع في بعض ألفاظ مسلم : ( ولا يرقون ) ولكن هذا وهم من الراوي ، لأن رقية الإنسان غيره لا بأس بها ، بل هي من الأمور المسنونة المستحبة كما سبق أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك .
وقوله : ( ولا يتطيرون ) يعني لا يتشاءمون ، والتشاءم يكون : بالزمان والمكان والمرئي والمسموع .
بالزمان كتشاءم العرب في شوال بالنسبة لعقد النكاح ، وتشاءمهم بيوم الأربعاء . وكل هذا ليس له أصل ، فمن أحظى النساء عند زوجها عائشة رضي الله عنها وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بها في شوال .
المكان يتشاءم الإنسان بمكان معين ، يجلس فيه فيرى ما يكره عند أول جلوسه فيتشاءم ، وهذا خطأ ، الأمكنة لا تؤثر .
المرئي يتشاءم برؤية الشيء كتشاؤم بعض الناس الجهلة إذا فتح الدكان صار أول من يأتيه للشراء رجل قبيح المنظر تشاءم ، قال اليوم ما فيه رزق ، ليش ؟ .
لأنه رأى هذا الشيء القبيح هذا الرجل القبيح .
كذلك بالمسموع ، يسمع كلمة من شخص فيتطير منها ، ولنفرض أنه أراد أن يسافر فسمع إنسانا يتكلم مع شخص يقول : أنت شريت هذه السلعة بكم شريتها ؟ . قال : شريتها بمئة ، قال : أنت خاسر ، فسيمعها الذي يريد أن يسافر فتشاءم ، قال خلاص إذا سفري سيكون خسارة فيرجع ، هذا هو التطير .
وإنما كان عدم التطير ممدوحا ونهي عن التطير لأنه يفتح على الإنسان باب الأوهام والتخيلات الفاسدة البعيدة ، ويطرد عنه التوكل على الله . يكون متوكلا على الأوهام كلما سمع شيئا تشاءم كلما رأى شيئا تشاءم ، كلما نزل مكانا تشاءم كلما أتى عليه زمن تشاءم منه ، وهذا لا شك أنه يقلق راحة الإنسان ويبعده عما خلق له من عبادة الله ومن انشراح الصدر وسرور النفس ، فلهذا نهي عنه .
أما التفاؤل فالتفاؤل ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ) لأن التفاؤل سرور يبعث على النشاط وعلى الأمل وهو عكس التشاؤم .
الثالث قال : ( لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون ) يعني لا يطلبون من أحد أن يكويهم . لماذا ؟ .
قال لأنهم : ( على ربهم يتوكلون ) فيعتمدون على الله عز وجل ، ولكن لو أن أحدا أراد أن يقرأ عليهم فلا مانع ، ولا تنتفي عنه هذه الصفة ، لأن هناك فرق بين الذي يسترقي والذي يمكن من يقرأ عليه أن يقرأ عليه ، أليس كذلك ؟ .
الأول مستجدي يطلب يتعلق بغير الله ، والثاني غير مستجدي ، ولهذا حرم سؤال المال ، وإذا أعطيت إياه من غير مسألة فأنت مأمور بأخذه .
طيب كذلك الاكتواء ، لو أن أحدا كواك بدون طلب منك لم ينافي هذه الصفة ، لأن هناك فرقا بين أن تكتوي وبين أن تمكن من يكويك ، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ ، وسعد رضي الله عنه مكنه من ذلك ، ولا نقول إن سعدا خرج عن هذه الأوصاف التي بينها الرسول عليه الصلاة والسلام .
وسبق لنا الكلام على الكي وأنه إما مكروه أو محرم أو جائز .
وفي هذا الحديث فضيلة عكاشة بن محصن رضي الله عنه.