حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثني عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً ) حفظ
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال : حدثني عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً ).
الشيخ : الحمد لله ، الشفاء سبق لنا أنه يكون بالقراءة والدعاء والتعوذ ، ويكون أيضا بالأدوية ، فالشفاء له طريقان :
الطريق الأول التعوذات والأدعية والقرآن وما أشبه ذلك ، والطريق الثاني الأدوية الطبيعية التي علمت إما بالوحي كالعسل فيه شفاء للناس ، وإما بالتجارب .
وهناك شيء ثالث طريق وهمي لا حقيقة له ، وهو أن يعتمد الإنسان على أمر ليس له أثر لكن بناء على ما توهمه يظن أن له أثرا ، مثل لبس الحلقة لدفع البلاء أو رفعه والخيط والودعة وما أشبه ذلك ، هذا لا يجوز لأنه ليس شفاء حسيا ولا شفاء شرعيا ، يعني ليس دواء حسيا ولا دواء شرعيا ، فلا يجوز الاعتماد عليه ، وسبق لنا أنه نوع من الشرك ، ووجهه أن هذا الفاعل أثبت سببا لم يجعله الله سببا ، فجعل نفسه شريكا لله عز وجل في إثبات الأسباب فيما لم يجعلها الله تعالى أسبابا .
وقوله : ( ما أنزل الله داء ) يشمل المرض الحسي وهو مرض البدن ، والمرض المعنوي وهو مرض القلوب ، انحرافها انحراف اعتدالها واستقامتها على دين الله هذا أيضا له شفاء ، شفاءه الرجوع إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) وما داوى الإنسان قلبه بشيء أفضل من كتاب الله عز وجل ، لكنه يحتاج إلى قراءته بإخلاص وتقرب إلى الله عز وجل وتدبر لمعانيه ، واعتقاد بأنه شفاء ، وأما شخص يقرأه ليجرب أو يقرأه وهو في شك من أثره فهذا لا ينتفع به .
طيب ما الغرض من قول الرسول هكذا ؟ .
الغرض منه أن نطلب الدواء ، ليس مجرد خبر بل أن نطلب الأدوية ، ولكن من الطرق الشرعية التي جاء بها الشرع أو شهد لها الحس والواقع ، إي نعم.