وقال عفان : حدثنا سليم بن حيان : حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت أبا هريرة يقول : قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ) . حفظ
القارئ : وقال عفان : حدثنا سليم بن حيان : حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت أبا هريرة يقول : قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ).
الشيخ : نعم جمع النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين نفي العدوى وبين الأمر بالفرار من المجذوم ، فكيف نجمع بينهما ؟. لأن الفرار من المجذوم إنما خوفا من العدوى ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا عدوى ) فكان المتوقع أن يقول : لا عدوى ولا طيرة ولا تفر من المجذوم ، هذا المتوقع ، أما أن يقول : ( لا عدوى ولا طيرة ... وفر من المجذوم ) فهذا محل إشكال ؟ .
لكن أهل العلم رحمهم الله جمعوا بينهما وقالوا إن مخالطة الجذمى سبب للمرض ، سبب وليس حتميا ومتيقنا ، فإذا قدرت العدوى من المجذوم أو غيره من الأمراض المعدية فإنما كانت بإذن الله عز وجل ، هو الذي جعل هذا الشيء سببا ، خلافا لما يزعمه العرب من أن العدوى تنتقل بالطبيعة إلى المعدى ، ولهذا لما قال الرسول : ( لا عدوى ولا طيرة . قال رجل أعرابي : يا رسول الإبل تكون في الفلاة من أعفى ما يكون فيخالطها الأجرب فتجرب )، ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ، ما أنكر هذا ، ما قال لا يمكن قال : ( فمن أعدى الأول ؟ ) يعني من اللي جاب الجرب للأول ؟.
الله ، فالذي جاء بالجرب ابتداء لهذا البعير هو الذي قدر بحكمته أن ينتقل المرض من هذا البعير إلى البعير الآخر ، هكذا المجذوم أبضا ابتعد عنه ، ولكن إن أصبت بعدوى من الجذام أو من غير الجذام فإنما ذلك بإذن الله عز وجل ليس بالعدوى نفسها .
فإذا قال قائل : قد جاء في الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه أخذ بيد مجذوم وقال : ( كل باسم الله ، وأكل ) فكيف يجمع بين هذا وبين وقوله : ( فر من المجذوم ) ؟.
قال أهل العلم يجمع بينهما بأن لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوة التوكل ما يدفع به انتقال المرض ، وأن قوة اتوكل التي أودعها الله في قلبه ظهرت على بدنه حتى لا يصاب بهذا المرض ، وليس كل أحد يكون له مثل هذا التوكل ، ربما يأخذ إنسان بيد مجذوم ويقول : كل باسم الله ، ويصاب بالمرض قبل أن ينتهي من أكله ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يساويه أحد في قوم توكله.