في هذه القاعدة ماثبت بالوحي يجب أن يكذب ما جاء بخلافه ونجد أن العلماء في العالم كله يقولون أن الأرض كروية الشكل وأن الشمس لا تجري والآيات القرآنية بخلاف ذلك فهل نكذب ما جاء به العلماء ؟ حفظ
السائل : من هذه القاعدة نثبت ما جاء بالوحي ونكذب كل ما جاء بخلافه ، ونجد في زماننا هذا العلماء في العالم كله يذكرون بأن الأرض كروية الشكل وأن الشمس لا تجري تجري حول نفسها مستقرة في مكانها ، والآيات القرآنية التي رأيناها في القرآن خلاف ذلك ، إذا من هذه القاعدة ممكن أن نكذب ما قاله هؤلاء ؟.
الشيخ : هذا مشكل يا عبد الله المشكلة الفهم ، أولا القرآن أثبت أن الأرض كروية قال الله تعالى : (( إذا السمآء انشقت * وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت )) متى هذا ؟. أليس يوم القيامة ؟.
(( إذا السماء انشقت )) يوم القيامة كما قال تعالى : (( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان )) (( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جآن )) واضح ؟.
طيب : (( وإذا الأرض مدت )) تفيد أنها قبل ذلك غير ممدودة واضح . وقال تعالى : (( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )) والتكوير التدوير ومنه كور العمامة ، استدارتها على الأرض . إذا فالقرآن دل على أنها كروية انتهى .
بقينا العلماء لم يقولوا أبدا إن الشمس لا تجري ، بل يقولون إنها تجري ولكن تجري بمجموعاتها ، تجري بهذا الفضاء هي وما يتبعها من المجموعات الشمسية كما يقولون ، فهي تجري ، لكن الشأن الآن هل هي تجري تدور على الأرض أو أن الأرض هي التي تدور ويكون بدورانها الليل والنهار ؟ .
هذا محل الخلاف ، أنا إلى الآن لا أومن إلا أن الشمس يكون بدورانها على الأرض اختلاف الليل والنهار ، إلى الآن ما أومن بكلامهم إن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض .
الطالب : ...
الشيخ : لا هم يقولون تدور كذا مثل المغزل ، ما نؤمن بهذا لماذا ؟ .
لأن عندنا ظاهر القرآن يخالف هذا ، فإن الله تعالى أضاف حركات الشمس إلى الشمس ، والأصل في إضافة الفعل إلى فاعله أنه فعل واقع منه ، أليس هذا الأصل ؟.
إذا قلت قام زيد فزيد هو القائم لا غير ، إذا قلت مشت السيارة فالسيارة هي التي تمشي ، أنت الآن عندما تمر بسيارة واقفة تركض ركض تشوف السيارة تمشي أو لا ؟. تمشي ورا ، هم يقولون إن الشمس بالنسبة لمقابلة الأرض ثابتة والأرض حيث تدور يظن الظان أن الشمس هي التي تدور حول الأرض ، نقول هذا خلاف الأصل ، ونحن يجب أن نتمسك بظاهر القرآن حتى يأتينا أمر يقيني لا شك فيه عندنا نستطيع أن نواجه به رب العز والجلال وإلا فإن الله يقول : (( الشمس تجري لمستقر لها )) ويقول عز وجل : (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم )) هذا فعل (( (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور )) هذان فعلان طلعت وتزاورت (( وإذا غربت تقرضهم )) هذان أيضا أربعة أفعال .
وقال عز وجل : (( حتى توارت بالحجاب )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر لما غربت الشمس : ( أتدري أين تذهب ؟ ) فأسند الذهاب إليها .
فهذه الأفعال كلها أضيفت في الكتاب والسنة إلى الشمس فلا يمكن أن نتزحزح عنها إلا بشيء يقيني ، لأن الظاهر لا يدفعه إلا اليقين ، نحن هذا الذي نعتقده وندين الله به حتى يقوم دليل يمكننا أن نحمل الظاهر على خلافه لمقتضى هذا الدليل.