مناقشة مع الطلاب حول حكم التطعيم من الطاعون . حفظ
الشيخ : استدل بعض الناس بهذا الحديث على أنه لا يجوز التطعيم ضد الطاعون كالتطعيم ضد الكوليرا مثلا والأمراض الأخرى ، والجدري وشبهها ، فهل استدلاله بهذا الحديث له وجه ؟ .
طيب القائل ليس له وجه حجاج ، هو زعيم القائلين بهذا ، لماذا ؟ .
الطالب : لأن يعني هذه وقاية من هذا المرض ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يقل لا تتداووا وإنما قال لا تفروا منه فرارا ، ما قال وإن لم يكن دواء لا تتداوا ولم تتقوا منه.
الشيخ : هذا الذي يطعم أليس يطعم فرارا من الإصابة.
الطالب : لا ، هذا فرارا من الإصابة وليس فرارا من المكان ، لأنه موجود في نفس المكان.
الشيخ : وأنت ؟ . الذي يقول فيه استدلال صحيح.
الطالب : نعم إذا كان من باب الأخذ بالأسباب فليس من الفرار كما قال عمر : " فرارا من القدر إلى قدر " لكن إذا كان فرارا واعتمادا على التوكل يكون كالذي خرج .
الشيخ : لا ، هذا كل شيء يكون على هذا التفصيل.
الطالب : ما وقع المرض كيف يكون ؟ .
الشيخ : نعم ، نقول هذا ما وقع المرض ، والرسول يقول : ( إذا وقع بها فلا تخرجوا منها ) وهذا ما وقع ، وهذا ما وقع ، فإذا كان التطعيم في أرض لم يقع فيها الوباء فلا يمكن أن يستدل بهذا الحديث عليه لأنه ما وقع .
لكن يبقى عندنا إذا كان التطعيم في أرض وقع فيها مثل أن يقولوا مثلا وجدت الكوليرا مثلا في مدينة ، ظهرت فيها إصابات أربعة أوخمس أو عشر إصابات ، فهل يجوز للباقين أن يتطعموا ؟ .
ما يكون كهذا الحديث : ( إذا وقع بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه ) ؟.
الطالب : لا ما خرجوا .
الشيخ : لكن فعلوا السبب الذي يمنعهم ظاهرا كالخروج.
الطالب : هو نفس الحديث .
الشيخ : هو نفس الحديث خرجت بجسمي لكن هذا ما خرج بجسمي لكن فعلت شيئا أتقي به المرض.
الطالب : فيه تشبيه على الفرار وإن كان الفرار أبلغ في الدلالة على ضعف اليقين والتوكل ، أما هذا فمستسلم لقدر الله متوكل لكن أخذ بهذا من باب الوقاية مع ...
الشيخ : يعني كأنك تقول الفرار سبب ضعيف ، لكن سبب ضعيف فيكون الاعتماد عليه أضعف في التوكل ، لأن الاعتماد على السبب القوي من التوكل لكن الاعتماد على سبب ضعيف ضعف في التوكل ، كالاعتماد على غير السبب ، هذا مرادك ؟ .
الطالب : قريب من هذا.
الشيخ : ويش عندك أنت خالد ؟
الطالب : التطعيم ليس مانعا من الفرار الفرار أبلغ ...
الشيخ : لا يا أخي بالعكس.
الطالب : لأن التطعيم قد يصاب بالطاعون ولم يطعم.
الشيخ : لا الغالب أنه ما يصاب ، إي لكن الغالب أنه لا يصاب ، والفار أيضا قد يصاب وقد لا يصاب ، ما نقول الغالب في هذا ولا هذا ، ما نذكر شيئا إلا الذين خرجوا من ديارهم وهو ألوف حذر الموت فقال الله لهم موتوا ثم أحياهم على أحد الأقوال في تفسيرها.
الطالب : شيخ ينظر إلى العلة في منع الفرار هل هي فقط قضية التوكل أم أنه خشية انتشار المرض في الأرض الأخرى.
الشيخ : لا ، لا خشية الانتشار هذا ساقط ، لأن الحديث واضح بأنك إذا خرجت لغير الفرار لا بأس عليك ، يعني فخوف الانتشار ليس علة ولا جزء علة.
الطالب : إذا العلة تعين أنها التوكل.
الشيخ : الفرار ضعف التوكل .
على كل حال هي بالنسبة لي أنا عندي محل إشكال إذا وقع هل نقول الأولى أنك لا تتطعم واستسلم للقضاء والقدر والحمد لله إن قدر أن تصاب أصبت وإلا فلا ، وقد نقول إن هذا دواء ونجاحه أكثر من نجاح الفرار ، لأن الفرار مجرد وهم ، فيكون الاعتماد عليه أخف في جانب ضعف التوكل .
يعني بمعنى أن الاعتماد على سبب يغلب على الظن نجاحه ليس نقصا في التوكل بخلاف اللي فر ، تفر من قدر الله ما ينفعك.
الطالب : من باب الفرار لمن لا يستطيع ...
الشيخ : وإن كان يستطيع ؟.
الطالب : ...
الشيخ : كأنه يقول هذا إن استطعت الفرار ففر وإن لم تستطع فطعم .
الطالب : ...
الشيخ : طيب إذا هذا يستطيع أن يفر يعني ؟.
طيب قال ما أنا بفار أبي أطعم بدل عن الفرار ، يجوز أو لا يجوز ؟ أقول يجوز ولا ما يجوز ؟ يجوز.
الطالب : يجوز ، لكن الشخص اللي ما يستطيع الفرار هو اللي ما يجوز له ، لأنه كالفرار.
الشيخ : والله مسكين هذا اللي ما يقدر يفر يعني عليه يطعم واللي يقدر.