قد يقول قائل إننا نقرأ أحياناً بالفاتحة ولا نجد شفاء للمريض ؟ حفظ
الشيخ : ولكن قد يقول قائل : إننا نقرأ أحيانا بالفاتحة ولا نجد شفاء للمريض ؟ .
فالجواب : أننا سبق أن قلنا إنه لا بد من ثلاثة أمور :
لابد من محل قابل ، وقارئ فاعل ، والثالث ومقروء به .
فالمقروء به قد يكون واحدا ولكن يتخلف الحكم ، إما لكون القارئ غير فاعل ولا عازم ولا موقن ، وإما لكون المقروء عليه وهو المحل غير قابل ولا يؤمن بهذا ولا يصدق ، وإنما يفعل ذلك من باب التجرية أو من باب المجاملة أو ما أشبه ذلك ، كما يوجد من بعض الناس الضعيفي الإيمان يرون أن هذه القراءات لا تفيد ، وأن الاستشفاء بالأمور الحسية الطبيعية أقرب من الاستشفاء بهذه الآيات ، ولكنهم ضلوا ، هذه الآيات إذا صادفت محلا قابلا وقارءئا فاعلا فلا شك أنها أشد وأسرع في إبراء المريض بإذن الله .
وفيه أيضا دليل على أن ( أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) دليل على جواز أخذ الأجرة في قراءة القرآن ، لكن أخذ الأجرة في قراءة القرآن على نوعين :
النوع الأول : أن يأخذ الأجرة على مجرد القراءة فهذا حرام ولا يجوز .
والثاني : أن يأخذ أجرة على تعليم القرآن ، فالصحيح أن هذا لا بأس به ، لأن التعليم عمل وتعب ويحتاج إلى تفهيم وإلى ممارسة فجاز أخذ العوض عليه ، أما مجرد أن يقرأ الإنسان ويأخذ عوضا فهذا ما الذي يستفيد من قرئ عليه .
طيب لو قرأت على مريض للاستشفاء تأخذ أجرا أو لا ؟ .
نعم تأخذ أجرا لأن هذه القراءة بمنزلة الدواء الدواء العادي الحسي ، وليست مجرد تلاوة فقط ، تلاوة انتفع بها هذا المقروء عليه ، فجاز أخذ العوض عليه.