ما رأيكم في كتاب ( حياة الصحابة ) .؟ وما نصيحتكم للجماعات الإسلامية عامة ولجماعة التبليغ خاصة .؟ (والكلام على خطبة الحاجة وأهميتها) حفظ
السائل : أقول : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فهذه أسئلة ذكرها الإخوة وجمعوها ، متعلقة ببعض الجماعات وشيء من أحوالهم :
السؤال الأول : ما هو رأي شيخنا - حفظه الله تعالى - في كتاب " حياة الصحابة " ؟ وماذا تنصح قرّاء هذا الكتاب والمعتنين به والمشتغلين بتداوله ؟
الشيخ : لا إله إلا الله ، هذا السؤال يلتقي مع سهرة قريبة جدًا قضيناها في قرية " مادبا " لابد أنكم تعرفونها ، واستمرت السهرة إلى بعد نصف الليل ، وكان فيها من كل الجماعات أو الأحزاب ، فمن حزب التحرير ، ومن حزب وإن كان هم لا يريدون أن يقولوا حزب ، فنقول : ومن جماعة الإخوان المسلمين ، ومن جماعة التبليغ ، كل هؤلاء كانوا حاضرين في الجلسة واضطررنا إلى التحدث عن هذه الجماعات وعن بعض هذه الأحزاب ، وقلنا كلمة الحق ، لا نداهن فيها أحدًا إن شاء الله :
أن هذه الأحزاب أولاً : تخالف مبدءًا إسلاميًا مصرح به تصريحًا ما بعده تصريح في كتاب الله ، ووضح ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من حديث واحد ، وحسبنا الآن أن نذكر بقوله تعالى : (( وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) ، ومضينا في هذا الموضوع ، وقلنا : إن هذه الجماعات الموجودة الآن بعض أفرادها إنهم ينطلقون في تكتلهم وفي تحزبهم ليس على علم ملطقًا ، على أننا لا نحبذ العلم المضبط ، وإنما نحض على العلم المقيد بكتاب الله وبسنة رسول الله وعلى منهج السلف الصالح ، كما جاء في كثير من الآيات والأحاديث ، ولا أريد أن أعيد الجلسة التي كانت هناك ، فلابد أن أخانا أبا أحمد عنده شريط في ذلك ، ولكن قدمت يومئذٍ مثالاً من واقع حياة هذه الجماعة ، جماعة تبليغ ، وكان بجانبي أحدهم من الذين يدل سمتهم وهيئتهم على التمسك بالسنة ، فهو تقدم بعد صلاة المغرب بالكلمة التقليدية التي تسمعونها دائمًا وأبدًا من المقدم لمن سيلقي الدرس بعد الصلاة ، يقول : إنما فلاحنا ونجاحنا بإتباع سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - أو ما يشبه هذا الكلام .
فأنا قلت : ما الذي جعل هؤلاء الإخوان الطيبين التبليغيين يحرصون على هذه الكلمة وهي من إنشاء أحدهم ؟ ويعرضون عن السنة - وهنا الشاهد - السنة ، قلت لهم : فتحنا لكم هذه الجلسة بخطبة الحاجة : ( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ) وكان عليه الصلاة والسلام يزيد عليها في كثير من الأحيان : ( أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، لماذا أعرضت جماعة التبليغ عن افتتاح جلساتهم العلمية بمثل هذه السنة المحمدية ؟ ذلك لأنهم لا يدرسون السنة ، هم جماعة طيبون ، يرغبون في التقرب إلى الله ولذلك يخرجون ذلك الخروج المعهود منهم غير المعهود من سلفنا الصالح ، يخرجون في ظنهم أنهم يحسنون صنعًا .
فقلت للشيخ الذي كان بجانبي : لماذا لا تحيون هذه السنة ، ( ومن سنّ في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ) أنا لا أخص جماعة التبليغ بمخالفتهم هذه للسنة ، بل هي مخالفة عامة ، كل الأحزاب ، وكل الجماعات تخالف هذه السنة ، لماذا ؟ سبق الجواب ، لأنهم لا يدندنون حول دراسة السنة أولاً ، لأن هذه الدراسة تعلم الناس وتوقظهم من سباتهم ونومهم العميق ، ولذلك فكيف يحيون السنة وهم يجهلونها ؟
من فضائل هذه الخطبة - كما شرحت هناك وأوجز هنا ما استطعت إلى ذلك سبيلا - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقدم هذه الخطبة التي تعرف عند العلماء جميعًا بخطبة الحاجة ، كان يقدمها بين يدي كل كلمة ، كل نسميها محاضرة أو درس أو موعظة أو ما شابه ذلك ، كان يذكر فيها : ( خير الهدى هدى محمدًا صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) .