قراءة من شرح صحيح البخاري لابن حجر . حفظ
القارئ : قوله: بينما رجل، زاد مسلم من طريق أبي رافع عن أبي هريرة: ( ممن كان قبلكم ) ، ومن ثم أخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل كما مضى، وخفي هذا على بعض الشراح.
وقد أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد وأبو يعلى من حديث أنس وفي روايتهما أيضا: ( ممن كان قبلكم ) ، وبذلك جزم النووي.
وأما ما أخرجه أبو يعلى من طريق كريب قال: كنت أقود ابن عباس فقال حدثني العباس: قال: ( بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم أقبل رجل يتبختر بين ثوبين ) الحديث، فهو ظاهر في أنه وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم.
الشيخ : صلي وسلم عليه.
القارئ : فسنده ضعيف، والأول صحيح، ويحتمل التعدّد أو الجمع لأن المراد من كان قبل المخاطبين بذلك كأبي هريرة فقد أخرج أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وأصله عند أحمد ومسلم ( أن رجلا من قريش أتى أبا هريرة في حلّة يتبختر فيها فقال: يا أبا هريرة إنك تُكثر الحديث فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا، فقال: والله إنكم لتؤذوننا ولولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ليبيّننه للناس ولا يكتمونه ما حدثتكم بشيء سمعته ) ، فذكر الحديث وقال في ءاخره: فوالله ما أدري لعله كان من قومك.
وذكر السهيلي في مبهمات القرءان في سورة والصافات عن الطبري أن اسم الرجل المذكور الهيزن، وأنه من أعراب فارس.
قلت: وهذا أخرجه الطبري في التاريخ من طريق ابن جريج عن شعيب الجياني وجزم الكلاباذي في معاني الأخبار بأنه قارون، وكذا ذكر الجوهري في الصحاح، وكأن المستند في ذلك ما أخرجه الحارث بن أبي أسامة من حديث أبي هريرة وابن عباس بسند ضعيف جدا قالا: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
الشيخ : صلي وسلم عليه.
القارئ : فذكر الحديث الطويل وفيه: ومن لبس ثوبا فاختال فيه خسِف به من شفير جهنم فيتجلجل فيها لأن قارون لبس حلة فاختال فيها، فخسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
وروى الطبري في التاريخ من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنه يخسف بقارون كل يوم قامة وأنه يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة.
الشيخ : نعوذ بالله.