الكلام على حديث:" أعفوا اللحى " وأثر ابن عمر في ذلك . حفظ
الشيخ : فلو أردنا أن نقف عند هذا النص العام ( أعفوا اللحى ) حينئذٍ ينبغي أن نقول مهما طالت لحية الرجل حتى لو وصلت إلى الأرض يجب تنفيذ هذا النص العام ، طبعا هذه مبالغة لكن أي شئ نحن ما اعتدنا عليه لا تتصوروا أنه لا يمكن أن يوجد في الواقع لأن العلماء يقولون " عدم العلم بالشئ لا يستلزم العلم بعدمه " ما سمعتم مثلا بأنو رجل طالت لحيته حتى مسح الأرض بها ما سمعتم بهذا وربما ما سمعتم بأن رجلا طالت لحيته حتى بلغت صرته لكن هذا تحدث عنه الفقهاء فقالوا " بأن الرجل إذا كان عريانا وقام إلى الصلاة ولم يجد ما يستر به عورته فإذا كانت لحيته طويلة تستر عورته الكبرى الغليظة فيكفي " هذا قالوه لكن أنا لا أستطيع أن أقول أنه وقع لأنهم أحيانا يغرقون في ضرب الأمثلة الخيالية ، عوّدونا على ذلك ولهذا لا بد من مثل هذا الخبر أن يذكر في التاريخ كحقيقة واقعة ، لكني أقرب لكم إمكانية وقوع مثل هذا الشيء بقصة ذكرتها قريبا في مناسبة ما ، أنا قرأت في مجلة ورأيت فيها صورة ديك على جدار ارتفاعه أربعة أمتار وذيله قد مسّ الأرض ، وذكرت أنا هذا المثال لبعض المجادلين من الشباب المسلم الذي تثقف ثقافة غربية مادية وتأثر بإنكار المعجزات الإسلامية النبوية فهو مثلا لا يعقل أن الرسول عليه السلام في ليلة واحدة يجاوز طبقات السماء الأولى والثانية التي لا يعرفها العلم حتى اليوم ويرجع في نفس الليلة ، مش معقول هذا الشئ فأنا ناقشت هذا الشاب وجبتلّو أدلة واقعية إنو يا أخي كونك تجهل إمكانية هذا الشئ خاصة كمعجزة لسيد البشر عليه الصلاة والسلام فهذا لا يعني أن هذا غير واقع فعدم العلم بالشئ لا يستلزم العلم بعدمه قلت له: ما رأيك هل تعقل أن يكون قلب إنسان على الجهة اليمنى؟ قال لا قلت لكن هذا وقع بدليل أن كثيرا من الأطباء الذين يشرحون الجثث قد وجدوا قلب أحد المرضى في العراق قديما هذا قبل شي خمسين سنة في الجهة اليمنى هل تعقل أن يكون لرجل قلبين يمين ويسار؟ قال لا قلت أيضا وجد قلت هل تعقل إنو ديك يكون حجمو هيك يعني شبر شبرين وذيلو أربعة أمتار نازل عالأرض قلنالو شفنا هذا صورتو فإذًا من هذا القبيل يمكن أن يكون ربنا عز وجل الذي له خرق النظام حتى لا يقول الكفار هذه الطبيعة فإن الله فعال لما يريد وكما قال في القرآن الكريم (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) فإذًا مهما طالت لحية الرجل إذا أردنا أن نعمل بعموم النص يجب أن ندعه كما هو ، لكن ماذا كان موقف السلف وهنا يظهر لكم أهمية منهجنا السلفي حينما نقول: لا يكفي الكتاب والسنة فلا بد من الرجوع إلى السلف الذي طبق هذه النصوص القولية من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأول ذلك ما بلغك ، من رواة حديث ( وأعفوا اللحى ) هو عبد الله بن عمر وقد كان يأخذ ما دون قبضته للحيته ما زاد منها يقصه وليس هو انفرد بهذا بل صح ذلك عن أبي هريرة وصح ذلك عن جمع من الصحابة دون أن يذكر عن أحد منهم مخالفة إطلاقا ، ونحن نعهد من بعض الفقهاء كابن قدامة المقدسي وغيره من العلماء حينما يأتون بفعل عن صحابي فيه بيان بيقولوا " ولا نعلم له مخالفا فهو إجماع " فما بالك إذا كانت المسألة منقولة ليس عن صحابي واحد بل عن صحابة ولا يذكر عن أحد منهم خلافا ثم شئ آخر مهم جدا في هذا الموضوع الذي لم يعمل بعموم النص هو أحرص بدون مبالغة أحرص أصحاب الرسول على اتباع الرسول هذا من حيث الواقع لا من حيث العلم هذا شئ ثاني وهذه نقطة أبو فارس لازم تنتبه لها .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا من حيث الواقع .
السائل : طبعا .
الشيخ : أيوه مو من الناحية العلمية آه ، أحرص الصحابة في اتباع الرسول عليه السلام في كل ما علم منه أنه فعله من هو عبد الله بن عمر بن الخطاب فلو أنه وقد عاشر الرسول عليه الصلاة والسلام سنين طويلة لو أنه رآه يعفو عن لحيته مهما طالت أترونه يتبعه في مثل رأَوْا قميصه مفكك الأزرار ليش هيك قال رأيت رسول الله هكذا رأوه يأتي إلى شجرة فيبول عندها يقال له لماذا قال رأيت رسول الله فعل ذلك هذا الصحابي الذي وصل اهتمامه إلى مثل هذه الأمثلة يرى الرسول عليه الصلاة والسلام نفرض أنه يرى الرسول عليه السلام قد أطلق لحيته وأعفاها بالمعنى المطلق الشامل ويأتي هو بعد ذلك كلما طالت لحيته أخذ ما دون القبضة هذا شبه مستحيل من هيك إنسان أما لو كان كذاك الأعرابي أو كذاك النجدي أللي سأله عما فرض الله عليه قلّو خمس صلوات في كل يوم وليلة والحديث معروف لدى الجميع قال والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص قال ( أفلح الرجل إن صدق دخل الجنة إن صدق ) ، هذا لو روى لنا حديث كهذا الحديث عن الرسول ثم خالفه فيمكن أن نقول هذا مو مثل ابن عمر الحريص على اتباعه في أقل شئ فعله الرسول عليه السلام ، أما والراوي ابن عمر والقاص للحيته دون القبضة هو ابن عمر فهذا أبعد ما يكون أن يخالف الأمر النبوي لو أنه كان على إطلاقه وعمومه وشموله أضف إلى هذا رجلا من السلف الصالح من أئمة المسلمين الأربعة وقد امتاز على الأئمة الأربعة والأربعين والأربعمائة بشدة اتباعه للسنة من هو لعلكم عرفتموه أحمد بن حنبل الثابت في المحنة في الفتنة فتنة القول بأن القرآن مخلوق هذا أيضا يقول بالأخذ ما دون القبضة إذا رأينا أول إمام في السنة حريصا على تمسك سنة وآخر إمام حريص على التمسك بالسنة كلاهما يلتقيان في عدم العمل بهذا النص المطلق حينئذٍ قلنا ما سمعتَ أنه لا ينبغي للمسلم أن يطيل لحيته أكثر من القبضة ، وقلت أنا من عندي إنو إطالتها أكثر من القبضة هو داخل في معنى الإسبال ، الإسبال المذموم وبخاصة أنّا نرى هذه الظاهرة انتشرت في البلاد السعودية فصار مضرب مثل كل ما واحد أراد إنو يظهر بالتمسك بالسنة شو هوّ الشعار إطالة اللحية لذلك نحن حينما ندّعي أننا سلفيون فيجب أن نكون سلفيين علما وعملا ولا يفوتني أنني أخشى أن يفهم بعض إخواننا الحاضرين من هذا الكلام أنه أيضا يجوز الأخذ من اللحية حتى تكون كما يقول العامة في سورية " خير الذقون إشارة تكون " لا هذا خلاف النص الذي هو الإعفاء ( أعفوا اللحى ) يعني لا تأخذوا منها فلا يجوز الأخذ منها بالماكينة أو بالمقص بأكثر مما كان يفعل عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، في عندك شئ غيرو ، في عندك أسئلة كثيرة يمكن .