الشيخ : وفي هذا دليل على تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام وعنايته بأموال المسلمين.
وفيه دليل على جواز الوسم للإبل وإن كان تعذيبا بالنار لكنه فيه فائدة وهي حفظ المال، ويقاس عليه ما يفعله بعض الناس الذين ... الحمام الأن ثم ينتفون قوادم أجنحتها من أجل أن لا تطير حتى تربو عندهم فإن في هذا حفظا لمالهم في المال وإن كان فيه إيلام لكنه إيلام يسير للمصلحة.
وفيه أيضا دليل على جواز العمل بالعلامات الظاهرة لأن الوسم من العلامات الظاهرة.
وفيه أيضا دليل على أن البيّنة أعمّ من الشاهدين أو الشاهد والمرأتين، وأن البيّنة هي كل ما يبين به الأمر ويظهر، وإلا لو لم نقل بذلك، لو لم نقل بالعمل بهذه العلامات لكان الوسْم إيش؟ عبثا لا فائدة منه، وعليه فإذا رأينا مثلا ختم إنسان على كتاب حكمنا بأن الكتاب له، وإذا رأينا كتابا في مسجد أو في مكتبة عامة مكتوب عليه وقف حكمنا بأنه وقف بناء على العلامة الظاهرة التي لم يُعارضها ما هو أقوى منها، أما إذا عارضها ما هو أقوى منها فالحكم للأقوى، فلو أن رجلا معه بعير عليها وسم ءال فلان فهي لآل فلان حسب العلامة الظاهرة، ولكن إذا أتى ببيّنة أنه اشتراها منهم فإننا نقدّم البيّنة لأنها أقوى دلالة. نعم.